تسوية أوضاع 3000 من المغرر بهم وعودة 1500 عائلة سورية إلى الوطن د. عيسى: خـــطة متكاملــــة لتنظيــم عمل لجان المصـــالحات الوطنيـــة في سورية

الأحد-12-5-2019

العدد: 9344

 

استطاعت المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية وعلى مدى السنوات الماضية من عملها تحقيق نجاحات مهمة امتدت آثارها الإيجابية على امتداد مساحة الوطن،
ويقول الدكتور جابر محمود عيسى رئيس المبادرة بأن المصداقية في العمل والمثابرة على تحقيق الأهداف كانت من جملة الأسباب التي مكنت المبادرة من تحقيق هذه النتائج مؤكداً وخلال اللقاء الذي أجريناه معه على هامش اجتماعه مع لجنة المبادرة في محافظة اللاذقية برئاسة إبراهيم دويري وحضور أحمد محفوض مستشار اللجنة بأن المرحلة القادمة ستشهد نقلة مهمة ونوعية في عمل المبادرة وكل ذلك ضمن إطار تحقيق الأهداف التي تسعى إليها والكامنة في تحقيق الاستقرار وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع وطننا الغالي.

خطة متكاملة
وأشار د. عيسى في التفاصيل بأن العمل يتم حالياً وبرعاية الدكتور علي حيدر رئيس هيئة المصالحة الوطنية، وبالتنسيق مع مكتب المصالحات الروسي والسفارة الروسية بدمشق، وبالتعاون مع المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية في سورية وضع خطة عمل متكاملة لأعمال المصالحات الوطنية في سورية تتناول جميع القضايا التي تخص المواطن السوري وأهمها المخطوفون من أبناء الجيش العربي السوري والشخصيات الوطنية الداعمة للجيش العربي السوري المتواجدين في محافظة إدلب وشرقي الفرات وعودة جميع المواطنين السوريين وتنفيذ جميع الإجراءات الضامنة لعودتهم بدون أية مساءلة من قبل الجهات الرسمية إلى جانب الاهتمام بإعادة البنى التحتية إلى جميع المناطق التي دمرها الإرهاب تمهيداً لعودة مواطنيها إليها وإخراج جميع المتواجدين في المخيمات وأهمها مخيم الركبان ومخيم عين عيسى والعمل على تسهيل عودة جميع المواطنين السوريين من مناطق شرقي الفرات ومحافظة إدلب إلى جانب العمل على دراسة وضع جميع الموقوفين والمسجونين بتهم الإرهاب ومخالفة القوانين والأنظمة خلال مدة الأزمة التي عصفت ببلدنا الحبيب سورية والاهتمام أيضاً بعائلات الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري من خلال إحداث مشاريع صغيرة تسهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعاشية.
إنجازات بالأرقام
ولفت د. عيسى إلى أن هذه الخطة تأتي لتكرس الإنجازات التي استطاعت المبادرة تحقيقها على مدى سنوات عملها والتي تضمنت خلال الفترة الماضية من العام الحالي وتسوية أوضاع نحو 3000 من المواطنين المغرر بهم في الداخل السوري وعودة عدد من العائلات السورية من بلاد الاغتراب إلى جانب عودة 1500 عائلة سورية من القطر اللبناني الشقيق وخروج العديد من العائلات من مخيم الركبان وكل ذلك في الوقت الذي لايزال فيه العمل جارياً لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحققت من خلال هيئة المصالحة الوطنية وبجهود رئيسها الدكتور علي حيدر ومتابعة الأساتذة أحمد منير إسماعيل الشيخ الذين يعتبرون خلية العمل الأساسية لجميع أعمال المصالحة التي تخص المواطنين السوريين بالتكامل مع المبادرة التي تعد الجهة الوسيطة ما بين المواطنين الراغبين بتسوية أوضاعهم وحل مشاكلهم وبين الهيئة التي تؤكد توجيهات رئيسها لجميع العاملين في مشروع المصالحة الوطنية على العمل السريع للبحث عن المخطوفين وإعطاء الاهتمام الأكبر لتأمين عودتهم إلى ذويهم بأسرع وقت.
دفع عمل المبادرة
وفيما أشار د. عيسى إلى التعميم الصادر عن رئيس هيئة المصالحة الوطنية الصادرة إلى جميع الجهات الرسمية في سائر المحافظات السورية والمتعلق بالمبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية واستمرار عملها في مشروع المصالحات الوطنية بعد إلغاء جميع اللجان والتكاليف الصادرة سابقاً عن الوزارة وعن رئاسة المبادرة سابقاً وتشكيل لجان جديدة في سائر المحافظات السورية فقد بيّن بأن هذا التعميم الذي صدر استناداً على موافقة الأمن الوطني رقم 5092/4 لعام 2017 ليؤكد على متابعة المبادرة لعملها وفقاً للائحة التنفيذية التي تمت الموافقة عليها سابقاً بعد اعتبار الشيخ جابر محمود عيسى رئيساً للمبادرة وممثلاً وحيداً لها أمام هيئة المصالحة الوطنية، لافتاً بالتالي بأن كل من يقوم بأعمال المصالحة الوطنية غير أعضاء المبادرة منتحل لصفة أعمال المصالحة وستتم ملاحقته من قبل هيئة المصالحة الوطنية، مؤكداً عدم إعطاء الهيئة وحتى تاريخه لأي جهة أو مبادرة أو شخصية أي تكليف للقيام بأعمال المصالحة سوى للمبادرة الوطنية للمصالحات الوطنية في سورية التي تسعى حالياً وبحسب د. عيسى على عودة جميع أبناء الوطن في شرقي الفرات إلى حضن الوطن وعلى تسوية أوضاعهم أصولاً.

انفراجات قريبة
وأضاف رئيس المبادرة بأن الاجتماعات تتم حالياً ما بين رئاسة هيئة المصالحة الوطنية ومكتب المصالحات الروسي والسفارة الروسية بدمشق لوضع خطة عمل وبرنامج لأعمال المصالحات التي تخص المواطنين السوريين وذلك بهدف تحقيق سرعة إنجاز أعمال المصالحات ومن خلال المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية في سورية متوقعاً حدوث انفراجات في شأن الملفات التي تخص هذا الأمر خلال شهر رمضان الحالي، لافتاً في الجانب المتعلق بملف إدلب إلى قيام المبادرة بالعمل للبحث عن المخطوفين في المحافظة وذلك من خلال التواصل مع مكتب المصالحات الروسي وذلك بغية التفاوض على أبناء الجيش والمخطوفين من أبناء الدولة وتسوية أوضاع المواطنين الراغبين بالخروج من مناطق الإرهاب إلى حضن الوطن أما بالنسبة لعودة الأهالي المهجرين من جميع المناطق التي تم تحريرها من قبل أبطال الجيش العربي السوري فلفت د. عيسى إلى العودة اليومية لسكان هذه المناطق إليها وذلك بعد قيام الورشات الحكومية بإعادة البنى التحتية والخدمات إليها بشكل كامل.
المصالحة والمسامحة
وحول الأولويات التي ينطلق منها عمل المصالحة قال رئيس المبادرة بأنه يرتكز حالياً على تحقيق المصالحة وعودة التعايش وقبول الآخر بين أبناء العائلة السورية والمجتمع السوري معتبراً النجاح في تحقيق هذا الأمر خطوة مهمة باتجاه تحقيق الجانب الأخر من أهداف المصالحة وهو تحقيق المسامحة التي لا يمكن تحقيقها إلا بعد إنجاز المصالحة، لافتاً في هذا الجانب إلى وجود كثير من الأسئلة التي توجّه إلى العاملين في مجال المصالحة عن أسباب استمرار لجان المصالحة مؤكداً في الإجابة على هذه الأسئلة بأن أعمال المصالحات الأهلية والشعبية لم تبدأ حتى انتهاء تواجد الإرهاب على الأراضي السورية مذكراً في هذا الجانب بأن المجتمع السوري مجتمع شرقي له عاداته وتقاليده وأن الأزمة التي مرّت عليه قد أدت إلى حدوث شرخ ما بين الطائفة الواحدة والعشيرة الواحدة وحتى العائلة الواحدة وأن عودة الاستقرار الاجتماعي لا يمكن إلا من خلال عودة العلاقة الاجتماعية بين هذه المكونات إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، مؤكداً بالتالي بأن عمل المبادرة طويل لإنجاز الأهداف التي وجدت من أجلها.
وقال رئيس المبادرة إن الأسئلة التي توجه إلى العاملين في المصالحة تشمل التساؤل عن أن إنجازات المصالحة تتضمن تسوية مناطق دون أخرى مجيباً على هذا السؤال وبشكل يؤكد على ما ذهب إليه في الإجابة على الأسئلة المماثلة لهذا السؤال بأن العاملين في مجال المصالحة يحصدون إنجازات الجيش العربي السوري في الميدان التي يعود لها الفضل الأول في إنجاز كل ما تحقق في مجال المصالحات التي استلهمت عملها من فكر السيد الرئيس بشار الأسد الذي دعا ومنذ إطلاق أول رصاصة من الإرهابيين على صدر الوطن وعبر الخطاب الذي ألقاه في دار الأوبرا بدمشق عام 2011 إلى إنشاء اللجان الأهلية والشعبية الهادفة إلى حقن دماء السوريين، تلك الدعوة التي شكلت سابقة لم تحدث في الدول التي شهدت أحداثاً مماثلة لتلك التي شهدتها سورية والتي مثلث تأكيداً من سيادته على السير في مجال المصالحة بالتوازي مع العمل لمكافحة الإرهاب والإرهابيين ليكون بذلك القائد الذي جمع بين قيادة مكافحة الإرهاب وقيادة المصالحة الهادفة إلى حقن الدم السوري مؤكداً أن سورية في ظل هذه القيادة الحكيمة ستنتصر وأن الأمن والأمان والاستقرار سيعم ربوع سورية الحبيبة قريباً جداً.
التزام بالقوانين
أما حول أهم المعوقات التي تعترض عمل المبادرة قال الدكتور عيسى بأنها تكمن في عدم تجاوب بعض الجهات مع عملها وكون أعمالها تتم على حساب أعضائها دون تلقي أي دعم مادي من أية جهة عامة أو خاصة مشيراً إلى أن جميع الأعمال التي تقوم بها المبادرة لا تتم إلا بعد الحصول على الموافقات اللازمة من قبل هيئة المصالحة الوطنية التي توثق هذه الاعمال وتعممها إلى كافة الجهات المعنية وبأن للمبادرة لائحتها التنفيذية التي يتقيد بها الأعضاء والمصدقة من قبل الجهات المعنية مؤكداً بأنه أي عضو يقوم بمخالفة الأنظمة والقوانين النافذة يتحمل مسؤولية هذه المخالفة دون أن يكون مبادرة علاقة بتلك المخالفة حيث أن المبادرة تضمن أعضائها في حال تقيدوا باللائحة التنفيذية لعملها والتي تؤكد على الالتزام بالأنظمة والقوانين النافذة على أراضي الجمهورية العربية السورية.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار