الوحدة : 31-3-2023
يمر الزمن في حياة الإنسان من دون أن يلتفت باهتمام بالغ إلى حكمته في المجتمع والكون، ويكبر سنة بعد سنة، ويدرك أن الشمعة التي تحترق يختفي لهيبها، وأن الشمعة التي لم تشتعل ستبقى نارها كامنة فيها.
كم يكافح الإنسان في كل لحظة من شباب حياته في البر والبحر، وفي ذلك دلالة على حركته وصحته، ويستمر في كفاحه إلى أن يصل إلى أرذل العمر، ويدق الأرض بقدميه تاركاً في كل موطئ قدم نقطة من دمه تعود إلى التراب.
لهذا يتعلم الإنسان أشياء كثيرة من تجاربه التي تمر في زمن عمره منها يتعلم كيف يكون التجديد والتحديث والتغيير في حياته للتخلص من رتابتها، لكن دون أن نلطم الخدود، يتعلم كيف يرسم ملامح المستقبل من الماضي
أي أن لاشيء يخرج من لا شيء.
يتعلم عدم التسرع في القرارات والتمهل في التفكير جودة الإنسان تتشكل بعد سنوات بالأخلاق والسلوك السليم.
يتعلم كبرياء الصبر والتواضع والتسامح والصدق، فضلاً عن فعل الخير من دون مقابل، وتلقي الإساءات بصدر رحب.
وأن (الشكوى لغير الله مذلة).
يتعلم كيف يلتفت بعين الرحمة إلى طفل بائس، أو يمسح دمعة عن خد مريض أو يتيم أو طفلة بريئة أو عجوز متعبة، سيدرك حينها أنه تفوق بإنسانيته، على كل الأحقاد التي تمر في حياته، لأنه قد يكون مثلهم في يوم من الأيام، وحينئذ ستكون اللحظات لها قيمة ومعنى.
لكن كيف يتعامل الإنسان مع اللحظات السوداء بواقعية؟
هناك في حياة الإنسان بقعة بيضاء تنير طريقه للخروج من الظلمة، وللتغلب على هذه اللحظات لابد من التسلح بالصمود، لكن ماذا يخبئ لنا الغد في هذا الزمن الطويل ؟ لا أحد يعرف!
وفي هذا دعوة لأن يعبر الإنسان إلى يوم جديد وزمن جميل، مهما كان يحمل في طياته من عوالم خفية بثقة وتفاؤل من أجل الحياة والآخرين.
لمي معروف