الوحدة : 31-3-2023
تمر أيام رمضان باردة كئيبة في آذار الهدار مع تقلبات الأهواء والأجواء والأحوال التي يفتقد فيها الرجاء من انزياح غيوم الهموم والأوجاع التي اشتدت مع وطأة زلزال تلبدت أحزانه في القلوب المتعبة وزادت من قسوة المعيشة والحياة، وافتقدنا لأهلنا وأحبابنا على موائد رمضان في بيوتنا لنعوضها مع ناس ساعدونا بالنجاة أو شاركونا مصابنا، وكانوا من الناجين، ومنا من يلتم على موائد رمضان التي تشيدها الجمعيات وأهل الخير وغيرهم… وخير مثال ما يقام في الشيخضاهر من موائد رمضانية، عامرة بالمحبة والسعادة لنلتم في الضراء والسراء.
أم سوسن أشارت إلى أنها تحب أن تشارك الناس بمائدة رمضان ولا تحب أن تأكل لوحدها بعد رحيل ابنتها مع زوجها إلى بلاد الغربة، كما أنها ترغب بمشاركة الناس المتعبين والبائسين والمنكوبين همومهم ومآسيهم وتطبطب على مواجعهم ورمضان شهر التسامح والمحبة.
وتقول الله يرحم أيام زمان حيث كنت وجارتي أم حسان نقصد السوق قبل قدوم رمضان بأيام لنجلب كل ما في السوق من مستلزمات لصنع ما لذ وطاب للأهل والأولاد والأصدقاء في لمة حلوة على مائدة رمضان، كما أن لجارتي العزيزة طبقاً يومياً من طبختي وتفعل هي بالمثل وما زال طعمها في فمي والذي أفتقده اليوم بغيابها ورحيلها عن الدنيا.
أم هبة تقول : في هذه الظروف الصعبة باتت مائدة رمضان كغيرها مثل باقي أيام الأشهر والسنة، بسبب الغلاء الفاحش وفقر الحال وبالكاد نطبخ وجبة ضعيفة، وتفتقد للركيزة والأساس من اللحومات التي تكلف نصف الراتب وتقصف عمره ولا أهل أو جيران الجميع معتكف في بيته كي لا يكلف أحدا فوق همه.
أم رنيم تقول: رغم تدهور أحوالنا المادية نحاول أن ننقذ ميزانية البيت من الانهيار وهذه معجزة مع أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق ورغم كل التحديات وفوقها سلة معونة ضعيفة من الجمعيات نحن في عجز و لا زالت موائدنا الرمضانية تفتقد البهجة والفرح.
هدى سلوم