الوحدة: 28- 3- 2023
وقفت حائرة أمام مرآتها ..
وهي تتأمل خصلات الشعر الفضية التي غافلتها واستوطنت رأسها الصغير في غفلة من الأيام !!
وتلك التجاعيد الشقية التي عرفت أن تتخذ مواقعها الاستراتيجية بذكاء فوق الجبين وحول العينين ..وحولتها إلى امرأة أربعينية مسكونة بالشجن وحزن المواويل القديمة .. وحنين الذكريات وصوت أم كلثوم في الليالي الصيفية الهادئة ..هناك فوق شرفات العمر القصي ..حيث كانت الرسائل تقتصر على قصائد الشوق ..وفساتين الفرح تملأ خزانتها كبقية صبايا الحي .. وتراقص أحلامها الوردية حتى الهزيع الأخير من الدهشة !!
وغزل البنات يحكي الكثير من قصص الفرح ..
*******
فجأة تغير كل شيء …
أصبحت تلك المرأة الأربعينية تنتظر رسائل الغاز ..والسكر ..واستبدلت فستانها الحريري ببنطال ضيق وحذاء رياضي مخضرم يتناسب مع هرولتها اليومية وراء حافلات النقل العام ..تبدلت ملامحها ..وأصبحت همومها اليومية الصغيرة في إنجاز مهام المنزل هي أقصى طموحاتها ..
*******
حكايتها التي انفرطت
كعنقود عنب خريفي ..
كانت تقول الكثير في صمتها، وخصوصاً في يوم المرأة العالمي حيث يحتفل العالم بتلك المناسبة غير آبه باللؤلؤ المتساقط من محار عينيها :
هي ملكة الفصول , والقصص الساحرة ..
هي مطلع القصيدة ..وبحرها الذي لايخون القافية
هي سيدة الحنطة والأسطورة ..
وصديقة الشمس التي لاتغيب !!
منى كامل الأطرش