الوحدة : 27-3-2023
يعرّف الإحباط بأنه الحالة التي تصيب المرء عندما لا يستطيع بلوغ هدف ما، أكان السعي نحو الهدف سعياً واعياً أم غير واعٍ وتطلق لفظة الإحباط مجازاً على كل نوع من العراقيل التي تحول دون بلوغ الهدف المنشود والاقتراب منه. وقد تكون هذه العرقلة واحدة من مظهرين: إما أن تظهر على صورة إخفاق مباشر، وإما بلا مشاركة من جانب الوعي. والإحباط عموماً حالة نفسية مليئة بالتوتر والقلق والشعور بالخيبة، تصيب المرء وتسد الطرق في وجهه، ويحال بينه وبين ما يصبو إليه، وقد يكون العائق شخصياً مثل انخفاض الذكاء، أو نفسياً كمشاعر الذنب التي يحس بها المرء لسبب من الأسباب وتعرقل مسيرته نحو هدفه، وقد يكون الإحباط لسبب من البيئة، ربما يكون مادياً كالمجاعات والحرائق والزلازل، أو اجتماعياً كالمحظورات والنواهي وقواعد السلوك عامة التي يترتب عليها تأخير إشباع الحاجات أو الدوافع حتى تحين الفرص المناسبة. وكثيراً ما تؤدي الظروف الاجتماعية إلى أن يوجه الفرد كل طاقاته نحو هدف واحد، واستبعاد أية أهداف أخرى، ولا شك أن الحروب والأزمات الاقتصادية، والمنافسة الشديدة وعدم تكافؤ الفرص وعدم الاستقرار الاجتماعي كلها عقبات تسبب الإحباط. والإحباط هو تعطل الإشباع بسبب خارجي أو داخلي، فعندما لا تكون البيئة مهيأة لإشباع الدوافع الملحة، فإن الأنا يقوم باستبعاد هذه الدوافع، وتأجيل إشباعها إلى أن تتغير الظروف وتحين الفرص، أو قد يسمو بالدافع ويصرف الطاقة المتوجهة إليه في نشاط آخر يفيد منه الشخص والمجتمع. وقد لا يستطيع التسامي بالدافع أو تأجيل إشباعه، ويملكه هذا الدافع ويلح عليه ويغلبه على أمره، وقد ترتد الطاقة بالإحباط فيوجهها الأنا إلى موضوع متوهم. وكثيراً ما يكون الإحباط داخلياً، أي بسبب الأنا الأعلى والضمير الذي لا يرضى عن دافع ينشد الإشباع بطريقة تخالف التقاليد أو قيم الشخص نفسه، فيعمل على كبت هذا الدافع وطمس معالمه ومظاهره العلانية. وقد يستجيب المرء للإحباط بالعدوان، وكثيراً ما يقال إن العدوان يسبقه إحباط. إن كل إحباط لابد في نهاية المطاف أن يؤدي إلى سلوك عدواني صريح معبر عنه أو ضمني، سواء كان العدوان موجهاً إلى الخارج في كثير من الأحيان أو موجهاً نحو الذات في أحيان قليلة.
لمي معروف