الوحدة : 19-3-2023
أقام ملتقى الشراع للثقافة والإبداع محاضرة توعوية تثقيفية في أحد مراكز الإيواء، قدمها الأستاذ أحمد داؤد مدير الملتقى.
بداية هناك سؤال يطرح نفسه بنفسه لدى أوساط الجيولوجيين والمهتمين بعلوم الزلازل والكوارث الملحقة بها والتي شهدتها البشرية في النصف الثاني من عقد السبعينيات وبداية الثمانينيات وما وقع من نكبات على مناطق شتى من كرتنا الأرضية، حيث دمرت مدن بأكملها وشتت أقوام كُثر وهدمت البنى التحتية للكثير من المنشٱت الاستراتيجية،ومع ذلك فقد كانت الأبحاث التي قام بها المتخصصون في مختلف أنحاء العالم حول أسباب وقوع الزلازل والتنبؤ عنها ليست بجديدة إلا أنه لم يُسجل تقدم مشجع في هذا المجال إلا في غضون السنوات الماضية القليلة.
تحدث الأستاذ أحمد عن
أسباب حدوث الزلازل: معظم النظريات لدى الجيولوجيين وفيزيائي الأرض كانت تفسر سبب حدوث الزلزال هو انزياح الصفائح (التكتونية ) بحيث تنكسر طبقات القشرة الأرضية بفعل القوى الضاغطة إلى حوالي 10 قطع رئيسية تُدعى( الصفائح) وهذه الصفائح تشبه الطوافات التي تنزلق فوق الصخور الباطنية المنصهرة وتُدعى ب(الماغما) ويؤدي انزلاقها بسرعات متفاوتة إلى ارتطامها، مما يؤدي إلى انتشار الموجات (السيزمية) والتي يصل تأثيرها المدمر إلى حوالي عشرات الكيلومترات بعيداً عن حواف التصادم قد تغطس إحدى الصفيحتين تحت الأخرى مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في القوى الضاغطة الواقعة على (الماغما) فتنشق الأرض وتحدث البراكين.
والهزات الأرضية ليست إلا تأثير الموجات السيزمية على سطح القشرة الأرضية، إذ تلعب الطبقات الأرضية الصلبة دور وسط الانتقال لهذه الأمواج وعنف الهزة الأرضية يتعلق بسرعة حركة الصفائح المتصادمة، فكلما كان الفرق بين سرعتي صفيحتين متصادمتين كبيراً كانت القدرة الاهتزازية المتحررة أكبر .
وإذا كان من السهل التنبؤ بحدوث العواصف قبل وقوعها بالنظر إلى ما يسبق ذلك من ظواهر محسوسة كتغيّر الضغط الجوي ودرجة الحرارة وتكاثف الغيوم فإن الزلازل تنفجر من مكانها في ثوانٍ معدودة دون أن يسبقها اي ظواهر محسوسة تسمح باتخاذ إجراءات وقائية قد تضمن إنقاذ ٱلاف الضحايا ، وهذا ما جعل علماء الزلازل يركزون في أبحاثهم في محاولة للعثور على بعض الظواهر الشاذة التي تسبق حدوث الزلزال.
في العصور السابقة لم ينجم عن الزلازل أضرار بشرية جسيمة بسبب قلة كثافة السكان وبداءة أساليب البناء والعمران والعكس هو الصحيح على ماعليه نحن الٱن فقد تزايدت الكثافة السكانية تزايداً كبيراً وانتشرت الأبنية الشاهقة التي تناطح السحاب، وصاحب هذا التقدم العمراني المزيد من تخوف العلماء والمهتمين بعلوم الزلازل .
في بداية الأحداث الجوية للتنبؤ بالزلازل، وفي الفترة التي أعقبت زلزال (تازيكستان) الذي وقع في الاتحاد السوفياتي سابقاً لوحظ أنه في زمن قصير يسبق حدوث الزلزال يطرأ تغير كبير على مقدار (المقاومة الكهربائية) للطبقات الصخرية العميقة كما أن مياه الآبار تمتص قدراً كبيراً من غاز( الرادون) المشع، ويصاحب ذلك تغيرات هامة تطرأ على طبقات الصخور السطحية فوق مركز الزلزال إذ يتغير ميلها أو تتقبب أو تغطس أو تنفتل ولعل الاكتشاف الأكثر أهمية هو ما تحدث عنه خبراء الهزات الأرضية من تغيرات في سرعة انتشار الموجات ( السيزمية ) قبل وقوع الزلازل بوقت قصير ويمكن لهذه الإشارات المُحذرة أن تُصاغ بصورة مخططات اهتزازية مستمرة يؤدي تحليلها المتواصل إلى تحديد لحظة وقوع الزلزال ومكان حدوثه وشدته، ومع هذا الاكتشاف بدأ العلماء بتطوير أجهزة الرصد المستخدمة وخاصة تلك التي تقيس سرعة الأمواج السيزمية وحركة الصفائح التكتونية، هذا بالرغم من أن الأجهزة المستخدمة سابقاً والتي كانت تعتمد على تسجيل الموجات الاهتزازية التي يسببها قفز الأرانب والفئران على سطح الأرض أعطت نتائج مذهلة.
الزلزال الذي حدث في سورية والذي كانت شدته 5،4 على مقياس ريختر ..هو نوع من أنواع الزلازل المتوسطة والتي ليس لها تأثير كبير على المدن أو جغرافية المناطق بشكل عام، ومع ذلك فقد أحدث أضراراً بالغة بالمباني وبعض المنشآت،بالإضافة إلى وقوع عددكبير من الضحايا يعود ذلك لعدم التكهن بوقت حدوث الزلازل ووقوع سورية فوق خط الزلازل وخاصة في المنطقة الساحلية والمنطقة الشمالية.
وأضاف الأستاذ داؤد: بالعودة إلى تاريخ الزلازل، أكبر كارثة طبيعية على الإطلاق هي تلك التي حدثت في إقليم (شنس) في الصين عام (1556) إثر زلزال كانت حصيلته 820000 ضحية، وزلزال سان فرانسيسكو عام 1906 وبلغت شدته 8،3 درجة على مقياس ربختر. وهناك زلزال أغادير في المغرب.
تضمنت المحاضرة أيضاً بعض المعلومات والحركات الترفيهية للأطفال لدعمهم نفسياً وبث مشاعر الأمان والطمأنينة في قلوبهم.
وُختمت المحاضرة بالقول لتدارك مخاطر الزلازل :
ينصح باتباع الإرشادات والتوجيهات المذاعة تلفزيونياً أو اذاعياً والتقيد بها بشكل تام.
معينة أحمد جرعة