المعلمون نواة الأرض.. بناة الحياة

الوحدة 16-3-2023

يرفل بثوب نقي .. يصنع ما بعد الولادة .. يبني من عمادة النهار نواة للبقاء .. يوارث نور الأيام القادمة بأجمل معانيها ، يُعطي ولا يأخذ حتى تكتمل دورة النجاة… هو المعلم الحقيقي في عيده مهما قدمنا لا يمكننا إعطاءه حقه. هكذا هي الأستاذة والمربية الفاضلة نغم صايغ التي تواصل الليل بالنهار من غير كللٍ أو ملل لتمنح فلذات الكبد أسرار النور والكمال. في بداية لقائنا معها قالت: في لغة الحياة تكتمل المعاني السامية ولا يوجد سالبٌ بمفرده أو موجبٌ بمفرده فالحياة تأخذنا إلى حيث تشاء ونحن نسير بنظرية كن ليكون الآخر في خضم هذه الحياة، رسالتنا سامية جداً فهي مقدسة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ونحن إذ نبني أجيالاً ليكونوا عماد الوطن، ورجال الوطن. أيضاً حدثتنا عن مسيرتها: كم تمنيت وكان حلمي كبيراً أن أحمل الرسالة.. رسالة مهنة التعليم وأن تصبح مهنتي الأساسية المهنة السامية.. “كاد المعلم أن يكون رسولا” .. ذلك المعلم الذي ينير دروب الظلام يحاول بجد ودأب أن ينشر المعلومات دون أن يمل أو يسأم، يقضي ساعات واقفاً على قدميه، يمشي في آخر نهاره متعباً منهكاً منتظراً بشوق فجر غد جديد ليستأنف عمله، هو ذاك المربي والأخ والمعلم والصديق والطبيب، وبفضل الله تعالى تحقق المنال ووصلت الهدف المراد. درست الثانوية العامة بفرعها العلمي بتفوق وكان حلم والدتي أن أدخل الطب، أبيت وآثرت التعليم لأحمل الرسالة المقدسة، وأنا بمسيرة دراستي في الجامعة باشرت بالمهنة لأنني أحبها حباً جماً. أصبحت معيدة في الجامعة بعد تخرجي وأكملت الماجستير، مارست مهنة التعليم في عدة مدارس وعدة معاهد، لم أود يوماً أن أستلم مهنة إدارية لأنني أحب أن أكون بتماس مباشر مع الطلاب ليس فقط لأعطيهم المعلومات بل لأكون الأم لتوعيتهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم التي يواجهونها والأخت ليستشيرونها فترشدهم بما يشوب برأسهم من أفكار وتشتت. سافرت بموجب مسابقة حيث تقدمت لها ونجحت وكانت إلى دولة الكويت، مارست المهنة هناك عدة سنوات وحصلت على عدة تكريمات من وزارة التربية في الكويت واللاذقية وعدت لأكمل مسيرتي. فاشتركت بإعطاء دورات مجانية في رابطة أبناء وبنات الشهداء في اللاذقية ومازلت أشارك بتقديم نماذج امتحانية لتقوية الطالب بالمجان وأواكب دورات تدريب تدعم تطور المناهج لإبداع أكبر. فكم تكون فرحتي كبيرة عندما أرى أبنائي وطلابي: الطبيب والمهندس والقبطان والضابط يحققون أحلامهم وطموحاتهم وهذه أعظم هدية لي. وأتمنى أن أكمل مسيرتي ومشواري في بناء جيل واعٍ يحمل سلاح المعرفة ،ويكون قادراً على التمييز بين الصواب والخطأ. كل عام وجميع المعلمين والمعلمات بألف خير ودام المعلم منبراً منيراً.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار