كوخ تشتد أوتاد عزفه رغم الزلزال

الوحدة 11-3-2023

رغم سعير الزلزال والهزات المتتالية على المدينة وما أصابها من دمار وبلاء، ما زال كوخ السيد يوسف الأطرش الحرفي يتشبث بالحياة وصوت ” الشبابة ” يخترق صمت المكان، وما برحت أغاني فرح الحقول وقصائد ناس رحلوا وتركوا آثار أقدامهم تصدح بالجمال الذي يضج على الرصيف الواصل إلى المركز الثقافي في عين البيضا وبات معلماً لتلك القرية التي يقف عنده كل من يزورها أو يسلك الطريق.


ملاعق بأشكال وأحجام ومكانس و شبابات وغيرها الكثير من الأدوات والمستلزمات تدلت من سقف الكوخ القصبي، وهي تتراقص على أنغام الزمن الجميل بكل بساطة و لطافة تجذبك إليها فتسر لك بقصص الأجداد والأولين.
في لقائنا مع السيد يوسف الأطرش – أبوعلي أكد أن كوخه ثابت في مكانه منذ عشرات السنوات والزلزال لم يطرف عينه أو كأنه لم يمر عليه حتى أن قصبة من جدرانه أو سقفه لم تتزحزح من مكانها وكل شيء فيه سليم. يتابع حديثه وهو يعرض مقتنياته ويشبكها بغصن شيده جسراً لبناء الكوخ لتتدلى بأصوات فيها الجمال ونبض البقاء والحياة حيث قال :
أحفر أغصان القيقب وهو الأفضل، وأنحت فيها لأصنع منها الملاعق الخشبية بكل الأحجام منها الكبير للطبخ والأصغر للصحون والأكل والصغيرة للسكر والمتة وغيرها للمشروبات وقد جربت أغصان المشمش لكنها تفسخت وتكسرت ويفضل عنها الجوز الذي أصنع منه المنقلة لعبة الرجال الكبار التي تسعدهم بأوقات الفراغ ويمكن أن أستخدم في صنعها وصنع الكثير من أدوات الزينة ومستلزمات البيت الزان،

كما أقشش الكراسي من البردي الذي أجنيه في شهر آبار وأعرضه لحر الشمس ليكون بجودة ولكن نبات (السعيدة ) أقوى وأمتن، وأقوم أيضاً بصنع الشبابة التي يحلو صوتها في صمت هذا المكان وأضاف : رغم كل سرعة هذا الزمان وضجيج التكنولوجيا وتقنياتها وألوانها وأشكالها وسعير البلاستيك الذي طرق أبواب الأسواق ما تزال هذه الأدوات ببساطتها وطيب مذاقها والصحة فيها مطلوبة وكل من يمر على طريقها يطلبها ويوصيني ببعض الأدوات وأسعارها قليلة مقارنة بما يفرزه السوق من حاجيات ومردودها يرضيني رغم الجهد والوقت الذي تتطلبه لإخراجها بأحسن صورة ومقام،وأنجز كل ذلك بنفس طيب وسعادة ليس لها وسع أو حدود.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار