العــــــــــــــدد 9342
الأربعاء 8 أيــــــار 2019
في عام 2007 بدأ الاكتتاب على مشروع سكن الادخار وكانت أسعار العقارات مستقرة ومقبولة والمكتتب أدخر أمواله في هذا المشروع ليكون عوناً له في المستقبل فكانت قيمة السكن في ذاك الوقت مليون و 700 ألف ليرة سورية حسب المساحة، وكانت كافة التسهيلات متوفرة من مصرف عقاري و أقساط شهرية معقولة ودفعات مقبولة، وضاع بعدها من عمر المشروع أربع سنوات أو أكثر نتيجة عثرات وعثرات وتأخيرات حتى حلّت الأزمة على بلدنا وارتفعت الأسعار وخاصة العقارات واليد العاملة وكافة مواد البناء وقع التأخير كله على رأس المواطن، وما ادخره سابقاً سيدفعه أضعافاً مضاعفة بعد أن أمضى (وقّع) على دفتر الاكتتاب على سعر وأصبح الآن سعراً آخر، ونعلم أنّ المؤسسة العامة للإسكان ليست جمعية خيرية لتتحمل كافة الأعباء ولكن ما ذنب هذا المواطن الذي سيضطر إلى بيع أرضه أو الاستدانة لإكمال حلم الحياة في اقتناء سكن له أو لابنه في المستقبل، والبعض تخلى عن حلمه وباع بطرق مختلفة ذاك الحلم، فهل سيتحول هذا السكن من نعمة إلى نقمة وخاصة عند التخصيص وهنا أتكلم عن ذوي الدخل المحدود حصراً لأنّ المشروع مخصص لمن ادخر أموالاً زائدة عنه ولكن اليوم لا يمكننا أن نحسبه لمن ادخر أموالاً.
هموم فوق الهمومِ
التقينا بعدد من المكتتبين في مشروع سكن الادخار وكانت الهموم طاغية على حديث الجميع.
فالسيد فيصل . ع يقول في عام 2007 كان كلفة المشروع شيء واليوم تضاعفت الأسعار و أصبحت 15-16 مليون ليرة ورواتبنا على حالها فمن أين أحصل على مثل هذا المبلغ فأنا مضطر لقرض عقاري واليوم أصبح العقاري يقدم 5 ملايين من قيمة السكن ولكن المعضلة تكمن في قيمة الاقتطاع الشهري التي قد تصل إلى 50-60 ألف ليرة وراتبي يصل إلى حدود 50 ألف فكيف سأكمل باقي الشهر، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
السيدة ريم . م تقول عندما زاد سعر كل شيء في حياتنا بقيت رواتبنا على حالها فهي معادلة لم أفهمها أبداً لطالما رفعتم الأسعار لابدّ من رفع الدخل فكيف للإسكان أن يحاسب على الأسعار الجديدة ومدخولنا على القديم من أين سندفع التزاماتنا الشهرية وخاصة عند التخصيص فيجب أن يكون لدي مدخول يومي كي أدفع مثل هذه المبالغ فلا بدّ من حل لهذه المشكلة.
الماء من المريخ والكهرباء من المشتري
المهندس رأفت . ع يقول إذا سلفاً انتقلنا بعد دفع التخصيص إلى المسكن ليس هناك لا ماء ولا كهرباء للسكن في أبراج خاوية حتى الآن من الماء والكهرباء ولا يمكن أن نسكنها من دون التطلع إلى أقل الخدمات الحياتية ولطالما حاسبونا على الأسعار الرائجة فنتمنى أن يكون الأداء على حسب ما ندفع، فيبدو أن الماء سيجلبونها من المريخ والكهرباء من المشتري.
السيد مهند . ف يقول لقد دفعت لهذا المشروع من دم قلبي وتعبي في هذه الحياة وخاصة بعد الغلاء المميت فكيف سأدفع هذه المبالغ الضخمة عند التخصيص فأنا أعمل حالياً على بيع قطعة أرض في القرية ليكون المال جاهزاً عند الطلب نتمنى إيجاد حلولاً سريعة بالتقسيط المريح عند التخصيص.
السيد علي يقول: أنّ نسبة الإكساء تصل إلى 80% يعني لا سيراميك ولا ألمنيوم ولا بلاط ولا أبواب ولا بياضات وأسلاك كهرباء فما هذا الإكساء فهل كل ما سبق يصل إلى 20% أم أكثر ثانياً هناك أبراج تمّ تخصيصها منذ عامين ولا يوجد ماء وكهرباء تصل إليها يعني (فوق الموت عصة قبر) ونريد حلاً لهذا الوضع.
أغلب الذين التقيناهم أجمعوا أنّ قيمة السكن زادت والدخل على حاله وأقساط البنك عالية فكيف السبيلُ إلى سكن الادخار؟!
الطرف الآخر ماذا يقول
وللوقوف عند الجانب الآخر من الموضوع كان لابدّ من لقاء مدير فرع إسكان اللاذقية م . حنان ديب والتي أوضحت عدة نقاط تمثلت بالتالي: سكن الادخار بمفهوم الادخار يعني ادخار ما يزيد عن حاجة المواطن ليدخره بمسكن وهو مشروع مخصص لكافة شرائح المجتمع وليس لفئة محددة بعينها، حيث يوجد في المشروع ثلاث فئات الفئة (ب) تتألف من أربع غرف وصوفا ومنافع وتمّ فتح باب التخصيص 312 مسكناً الشهر الثاني من 2019 أما الفئة (ج) فهي أربع غرف و منافع تمّ فتح باب تخصيص أيضاً في الشهر الثاني من 2019 لـِ 78 مسكناً، والفئة (ه) تحوي ثلاث غرف وصوفا ومنافع تمّ تخصيص عام 2017 حوالي 164 مسكناً وتمّ فتح باب التخصيص مرة ثانية عام 2019 لـِ 109 مساكن.
وحالياً يتم التحضير لتخصيص دفعة جديدة لمساكن الادخار خلال المتبقي من عام 2019، ويحوي المشروع على 35 برجاً تشمل كافة فئات الاكتتاب ويصل عدد المكتتبين في المشروع 1500 مكتتب موزعين على فئات.
وتابعت م. ديب أنّه في بداية الاكتتاب يدفع المكتتب 10% من قيمة المسكن التقديرية ويتم دفع أقساط شهرية حسب فئة السكن لحين إنهاء أعمال تنفيذ السكن وتصل الأقساط من 5000 ليرة سورية – 7000ليرة سورية، وبعد التخصيص تقوم المؤسسة بتسليم المسكن بعد إبرام العقد ودفع قيمة المسكن النهائية ولمن يرغب من المتخصصين والمكتتبين، كما ويمنح المصرف العقاري قرض قيمته 5 ملايين ليرة حالياً ويتم تقسيطها بحسب النظام المعمول به بالمصرف العقاري على عدد الأشهر التي يرغبها صاحب القرض على أن لا تتجاوز 15 سنة.
م. ديب: زيادة الأسعار منطقية
وأكدت م. ديب أنّ تكلفة المسكن على المكتتب حالياً تعتبر أقل من الكلفة الحقيقية وزيادة الأسعار أمر طبيعي بعد ارتفاع أسعار كافة مواد البناء والورش العاملة، فعند فتح باب الاكتتاب تكون القيمة تقديرية أي قابلة للزيادة أو النقصان حسب الأسعار الرائجة فقد زادت الأسعار حوالي 10-15 بالمئة وهي زيادة منطقية.
وحول الإكساء بنسبة 80 بالمئة فقالت ديب أنّه تقدّم للمؤسسة مجموعة من المكتتبين لمساكن الادخار وقدموا طلب لاستلام مساكنهم دون تنفيذ مرحلة الإكساء وبعد دراسة الطلبات تمّ التوجيه بنسبة إكساء 80 بالمئة بحيث نحصل على واجهات موحدة مع خدمات مشتركة بما يتناسب مع هدف المؤسسة بإنشاء ضواحي منظمة وذات واجهات معمارية لائقة و20 بالمئة الباقية شملت بياضات صحية وكهرباء وأبواب داخلية بدون ملابن ونوافذ وأبواب، ألمنيوم.
أما بالنسبة للمياه والكهرباء في مشروع سكن الادخار فأكدت م. ديب أنّ شبكة المياه ممدودة وحالياً يتم تركيب شجرات المياه في مداخل المباني لتأمين تغذية المساكن بمياه الشرب ويستغرق الموضوع حوالي الشهر.
والكهرباء تمّ التعاقد مع الشركة العامة للكهرباء لتركيب محولات كهربائية في مشروع الادخار السكني وتمّ توريدها لصالح المشروع وسيتم البدء بتركيب هذه المحولات خلال فترة شهر وبعدها نطلب من الكهرباء تغذية المشروع.
تغريد زيود