الوحدة: 28- 2- 2023
الخيم .. هل أصبحت الملاذ الآمن للكثيرين ممن لا مأوى آمن لهم خاصّة للذين صُنّفت منازلهم (بالآيلة للسقوط)؟ البعض أخذ على عاتقه إنشاء هذا المأوى في مجال مفتوح حتى لو كان يمتلك منزلاً ريفياً حديثاً وآمناً، أو أن البناء الذي يسكنه بعيداً عن أشكال الخطورة، وبالتالي كانت هذه الخيم مصدر ثقة كاملة لمن يختبئ داخلها، حتى ولو أنها تفتقد لشروط الحياة الصحية من حيث تأمين المياه والحمّامات والمغاسل وغير ذلك .. لقد سيطر التعب النفسي على الغالبية فساد الفزع والتشتّت الذهني إضافة لصعوبة النوم والاسترخاء، برّر كل ذلك الهزات الارتدادية التي تلعب على فترات بمفاصل الأبنية القوية والضعيفة على حدّ سواء، وهذا الأمر ولّد شعوراً كاملاً بانعدام الثقة والبقاء داخل المنازل خاصة المرتفعة منها، وبالتالي الخروج إلى حيث الأمان، ولدى لقاء بعض مشيدي هذه الخيام، كانت الآراء متطابقة إلى حدّ بعيد لاسيما من خلال البقاء داخلها حتى يعود الوضع إلى الاستقرار الكلي ولو استمر لسنين كما أفادوا، فئة أخرى ممن بنوا هذه المحاضر الرخوة (الآمنة) عبر شوادر عادية أو أغطية معونات كان لهم رأي آخر يتمحور بضرورة قيام المعنيين المختصّين بأوضاع الإغاثة بتوزيع الخيم القادمة بين المساعدات الدولية للذين هم بأشد الحاجة لها خاصّة أن وضع الطقس هذه الأيام يلائم تركيب الخيمة بالطرق الصحيحة قبل زيارة المنخفضات الجوية الموعودة، وهذا يشجّع على الإقامة في الخيام بأمان لحين خروج المنطقة من موجات الهزّات الارتدادية والقيام بتدعيم الأبنية المتصدّعة بشكل جيد بعيداً عن التسرّع والخوف من الحالات الجوية العاصفة.
سليمان حسين