الكارثة .. أديروها بطريقة مختلفة

الوحدة 25-2-2023

منذ إطلاق صفة (المناطق المنكوبة) على المدن التي نال منها الزلزال بشكل كبير، وسكان هذه المناطق يراقبون المشهد، وينتظرون تصريفاً لمصطلح (منكوبة)، فهؤلاء المنكوبون يعرفون جيداً إمكانات دولتهم بعد سنوات حرب وحصار، ولكنهم عولوا على المساعدات التي يشحنها أخوتنا في الإنسانية إلى مطارات البلاد ومنافذها البرية والبحرية لدعم جهود الدولة في استيعاب الصدمة، ونفض غبار الكارثة.
عندما أُعلنت المناطق المنكوبة، انتظر الناس أن تطبق معايير النكبة بحرفيتها، ولكننا لم نلمس أي تغيير.. فالكهرباء بقيت على حالها، والمازوت، والبنزين،والغاز، وحتى المدارس قرروا فتحها قبل أن يرغمهم الزلزال الثاني على التراجع..
كذلك ثمّةَ مئاتُ الشكاوى، وآلاف الاستفسارات المصبوغة بالاتهامات عند الحديث عن توزيع المساعدات، و ليس المطلوب هنا أن يُردّ على كل شكوى بعينها، ولكن المطلوب (فقط) هو الشفافية وتصدير جداول يومية بالمستفيدين،و قد أشرنا سابقاً إلى ضرورة أن نثق بمؤسسات الدولة، واليوم نعيد التأكيد على ذلك، ولكن على هذه المؤسسات أن تساعدَنا على تعزيز هذه الثقة، وأن تقدّم برامجَها و سيرَ تنفيذها بشكل واضح لا لبس فيه، كي لا تبقى ضمن دائرة الاتهام بالتقصير، فقد كانت قبل الزلزال تترنح في أعين المواطنين، و هي اليوم أمام فرصة لاستعادة مافقدته من ثقة، والأمر ليس تعجيزياً..
ولا بد من التذكير بأنّ التقصير قبل الزلزال لم يكن محمولاً، والجميع يعلم ذلك، ولكن لم يكن مترافقاً مع كارثة طبيعية، فالكارثة تفرض علينا جميعاً إدارة المرحلة بطريقة مختلفة بعيداً عن الشعارات و (التنظيرات) التي عهدناها، و أوجعت جموعَ المواطنين المتألمين أصلاً، بلا زلازل أو هزات..
إن ما تريده هذه المحافظات المنكوبة، هو التعامل مع الأزمة باقتدار، وبشفافية رقمية نزيهة وعادلة، وبحسٍ عالٍ من المسؤولية، وألا تُحبط الأعمال الجيدة بإهمال موظف، أو لا مبالاة (مختار)، و سنضمن حينها خطوات واثقة نحو التعافي.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار