الوحدة: 14- 2- 2023
لايمكن للسوريين إلا أن يكونوا أقوياء، قدرنا أن نبتسم في وجه الموت والألم، وننفض عنا غبار القهر، لننهض أقوى بالمحبة والتعاضد.
في أثناء زيارتنا لمشفى تشرين الجامعي، للوقوف على أحوال أهالينا المتضررين من زلزال شباط الغادر، كانت أولى محطاتنا مع الطفلة نور حيدر التي خسرت والديها في انهيار منزلهم في قرية اسطامو، وتعرضت لأذى كبير هي وشقيقها حيدر الذي زرناه تالياً في قسم آخر من المستشفى.
كانت نور هادئة، صامتة ،تعلو وجهها ابتسامة استغراب، تخبرنا بها أنها لم تستوعب بعد كل الأحداث الكبيرة القاسية التي تعرضت لها في يوم واحد ،بل في أقل من دقيقة.
اقتربت منها وأخبرتها أنني أعرف قريتها الجميلة جيداً، فردت بحزن : لو ترين ماذا حدث فيها الآن! فقلت: رأيت …ولكنها ستعود جميلة بإذن الله، بفضل ناسها الطيبين الذين دعموا بعضهم، انظري يانور إلى كل الزوار الذين وفدوا من قريتك للاطمئنان عليك وعلى شقيقك.
كانت حزينة لأن شقيقها في غرفة بالطابق التاسع بينما هي تعالج في الطابق الثامن، لكنها ابتهجت عندما علمت أنهما سيغادران المشفى في وقت قريب،واشترطت أن تبقى مع شقيقها في منزل واحد للأبد.
أخبرتني أنها مسرورة بلقاء السيد الرئيس وزوجته في صبيحة اليوم ذاته، وأنه شخص طيب جداً ولطيف، لكنه بدا حزيناً بالنسبة إليها، فأخبرتها أنه سيد الوطن وهو يحمل همومنا جميعاً؛ لذا يؤلمه كل ما يؤلمنا.
رفضت نور أن يلتقط لها أحد صورة، فاقتربت منها وقلت لها: أنا نور مثلك….وأطلعتها على صورة ابنتي إليانور ووعدتها بزيارة في قريتها للاطمئنان عليها والتقاط صورة معهما.
فسمحت لي بالتقاط هذه الصورة، على أن تعاد قريباً بعد أن تتعافى.
الرحمة للضحايا والشفاء للمصابين بإذن الله، والعزة والقوة لأمنا الحبيبة سورية.
نور نديم عمران