العدد: 9339
25-4-2019
رغم تمدد الشتاء ها هو الربيع يتجدد, يفترش الدروب بألوان الزهر ورائحة العطر ومعه تتجدد آمالنا بنصرنا الموعود, ففي نيسان نستعيد ذكرى الجلاء الذي صنعه أجدادنا بلون شقائق النعمان التي لا زالت تملأ الأرض كما يملأ بواسلنا ساحات الوطن, لكل منهم حكاية عشقه لأرض تستحق التضحية والتطهير من رجس الإرهاب, ويزداد توهج الحكاية كلما ارتقى شهيد إلى السماء ناثراً عطر دمه لتتبرعم أكمام الزهر النيساني على دروب الخير والأمان والسلام.
لوحة البطولات ترسم من جديد وفيها يتسابق الفرسان لعبور جسر الموت نحو ارتقاء إلى الملكوت الأعلى مسطرين أروع البطولات والانتصارات على إرهاب صمموا على دحره مع داعميه تماماً كما دحر أجدادهم المستعمر الفرنسي قبل عقود وحققوا ملحمة الجلاء.
في نيسان حيث يقف الربيع على مرمى النظر تتفتح الذكريات على خزائن الفرح, وتتفتح القلوب أيضاً على نوافذ النسيم القادم من ماضٍ ليس بعيداً كنا نتحضر فيه للاحتفال بمجموعة أعياد وطنية ودينية مجيدةً, الجميع كان فاتحاً قلبه للفرح النيساني الساكن في الدروب.
اليوم ورغم ما في النفوس من أشواك وأحجار مدببة تشرق أرواحنا أملاً بغد مشرق كإشراقة شهر نيسان الذي حققنا فيه الجلاء ولا زال حافزاً للفرح والبناء أبطال الجيش العربي السوري يعيدون صياغة طقوس الفرح من جديد لتكتسي بها قمم الجبال والسهول خضرة طاغية تردد لحن الانتصار, وكلما استعادوا شبراً واحداً تقلصت المسافة بيننا وبين نصرنا الموعود الذي بدأ يشرق ودائماً يشرق الأمل من رحم الألم والمعاناة.
أعداؤنا يعرفون كم نحن ممسكون بجذور روحنا التي لا زالت تنبض بحكايا أبطال الجلاء ولذا حاولوا حصارنا بأسباب عيشنا فاتحين علينا حرباً اقتصادية لا هوادة فيها وكما توحد السوريون خلف جيشهم وقيادتهم في معركة دحر الإرهاب, يوحدهم اليوم صبرهم الاستراتيجي وبه بدأت تنكسر شوكة الحصار, قدرنا أن نصمد ونصبر والله مع الصابرين.
إبراهيم شعبان