الوحدة: ٢٧-١٢-٢٠٢٢
تحت سقفِ الدعوة لنشر (المحبة)، بعطر نقائها، ثمّة نقاط يمكن التقاطها بلبوس إنساني جميل… وقد تكون إحدى هذه النقاط فكرة اللقاءات الخاطفة التي يجريها أحد الإعلاميين في المدن والأرياف، وهو يسأل من يصادفهم أسئلة بسيطة جداً، لتكون نتيجةُ الإجابة مبلغاً من المال، وكأنّ لسانَ حاله، مع طاقم صناعة هذا المحتوى، أننا هنا لنزرع المحبة، ولنُدخل الفرحة على قلوبكم، وكأننا أمام بابا نويل من نوع آخر ..
وإسقاطاً على هذه النقطة /المثال، ماذا يضير أثرياءَ البلد، وكبارَ تجاره وصناعييه، وحتى الحكومة بشخصيتها الاعتبارية، أن يتحوّلوا إلى (بابا نويل) في هذا الزمن الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى لمسة محبة، ودفقة كرم، وشحنة عطاء ممن أنعم الله عليهم من خيراته؟؟
وماذا لو سخَّر أثرياؤنا، ثرواتهم الطائلة، ليس من أجل توزيعها، وإنما، لإقامة مشاريع ربحية متنوعة تنعكس عليهم وعلى شبابنا العاطل عن العمل والحياة، من خلال خلق فرص عمل تخفف من اندفاعتهم على الهجرة بأي ثمن !!! فثمة شركات ومعامل معروفة، بقيت صامدة ضمن البلد رغم الحرب، وتعود لأثرياء كبار، شغلت ومازالت تُشغّل آلاف الشباب وبأجور محفزة ..
الفرصة مازالت متاحة للأغنياء كي يقولوا (محبتهم) في أهلهم وفي البلد، لتحريك الوضع (المتجمد) فيه، لألف سبب وسبب، وذلك قبل فوات الأوان، متمثلين بالعبرة التي تركها (الإسكندر الأكبر)، حين أوصى بأن يُخرجوا له يدَه من الكفن أثناء تشييعه، كيما يقول للعالم:
أنا الإسكندر الأكبر الذي فتحَ العالم، هاأنذا أخرج من هذه الدنيا خالي الوفاض، لاشيء بيدي غير الهواء الذي يمرّ، ساخراً، من بين أصابعي.
جورج إبراهيم شويط