كتب نصوصَ أغنياتٍ لكبار المطربين: الشاعر الغنائي (صفوح شغالة) يُودِع ذاكرتنا إرثاً أصيلاً من البهجة ويرحل
الوحدة 15-12-2022
كباقي من رحل من المبدعين غادرَنا، عن 66 عاماً، 35 منها إبداعاً، الشاعر الغنائي المعروف، ابن مدينة حلب مهد الطرب (صفوح شغالة)، الذي كان أحد أبرز صنّاع الأغنية السورية والعربية. غنى له الكثير من المطربين العرب (جورج وسوف – عاصي الحلاني – نوال الزغبي – نجوى كرم – فلة الجزائرية – ديانا حداد – سمير جركس وسواهم..).. كتب أغنيات انتشرت سريعاً، وأحبها الناس، وعلقت في الذاكرة الشعبية، مثل: (طبيب جراح – انسى غرامك راح – ياهل العشق – تشكرات – ما اندم عليك..) عن أغنية (طبيب جراح) أشار الى أنها كانت السبب في انتشاره عربياً، والغريب في هذه الاغنية التي تتحدث عن المرض والأطباء أنّ صنّاعَها (الوسوف، والملحن شاكر الموجي، وأنا أصبنا بأعراض صحية كبيرة..). عام 1993 حين كان في مصر خَطر له خاطر وهو في باص النقل قال له: إن أردتَ أن تكون شاعرَ اغنية، عليك بشراء دواوين الشعراء أحمد رامي وبيرم التونسي ومرسي جميل عزيز، وهكذا كان. اقتنيتُ الدواوين، وخلال أيامٍ ثلاثة هضمت كل مافي هذه القصائد، وقمت بتفريغ كل القوافي، وكانت، للحق، قوافٍ جديدة ومبتكرة. وبقراءتي لهذه الدواوين صارت اللهجة المصرية (طيِّعة) بين يدي .. وفيما بعد قمت بتفريغ وجمع قوافي أغنيات فيروز وعبدالحليم وسواهما مما كوَّن لديّ ذخيرة كبيرة وخبرة دسمة في تفاصيل وتكوينات أي أغنية من حيث المذاهب والكوبليهات، وطريقة التقطيع، والتقاط أسلوب كل شاعر من اولئك الشعراء الكبار.. في محطته الفنية التي بدأها في لبنان آواخر العام 1995، وشهدت بدايات شهرته يقول: حين أتيت إلى لبنان انتشرت لي اغنيتان بنفس التوقيت هما (انسى غرامك راح) لشادي جميل، و(ياهل العشق) لديانا حداد، وقد انتشرتا بشكل سريع وكاسح، حتى أنّ المخرج المعروف سيمون أسمر، صانع النجوم، علق على ذلك بالقول: كأن صفوان شغالة قد نزل علينا بالبراشوت/ المظلة. كما نشرت مجلة الشبكة الفنية الشهيرة على غلافها عنواناً عريضاً يقول: (إذا أردت أغنية شغالة عليكَ بصفوح شغالة).. وفي لقاء سابق مع الشاعر الراحل قال: ينزل إلى السوق سنوياً من 7 إلى 8 آلاف أغنية، لكن، للأسف، لايبقى من هذا الكم الهائل، كأغنية خالدة، إلا القليل والقليل جداً.. ولفت إلى أن الدنيا تبقى ولادة، ولكل مرحلة شعراؤها، وأشاد بالشعراء نزار فرنسيس، وأحمد ماضي، وعلي المولى، ولم ينسَ التذكير بالشعراء أو الملحنين أو المغنين الذين أساؤوا لسمعة وسموّ الأغنية التي حوّلوها لتكون مجرّد ظاهرة تبقى لأيام ثم تختفي.. كما لم ينسَ أستاذَه الملحن جورج ماردروسيان الذي كان يضع الألحان بلا كلمات، فيما كان هو يركّب لها الكلمات المناسبة مثل :انسى غرامك، وتشكرات، وما اندم عليك .. أيضاً كان يعتبر كتابة الأغاني مهنته، ولم يكن يحب الكتابة التي تثير الغرائز.. ويعتبر نفسه شاعراً عذرياً وصوفياً.. وسبق له أن تعامل مع ملحنين من الجزائر الشقيقة، إضافة إلى ملحنين من مصر ولبنان ..
جورج ابراهيم شويط