الوحدة : 4-12-2022
لم يكن المواطن السوري بحاجة إلى سنوات من الحربِ ليدرك حجم الضغوط الخارجية الملقاة على كاهله المثقل أصلاً بهموم معيشية قاسية.
سنوات تعاظمت فيها أزمات خانقة وتجددت مرات عدة بأشكال مختلفة، دون التماس حلول منهجية لها، أو تدارك عواقبها المستقبلية بوضع خطط وبرامج مدروسة لتجنبها عند تكرارها مهما اختلفت أسبابها ومبرراتها… سنوات كان عنوانها البارز التخبط والعشوائية في القرارات والإجراءات الرسمية، خاصة فيما يخص أساسيات حياة المواطن وظروفه المعيشية..
ما نشهده حالياً من شلل متعدد الجوانب في الطرقات والأعمال و وسائل النقل وغيرها… ما هو إلا ترجمة لما تم ذكره، فعندما نعترف بالأزمة، يجب أن نسارع لإطلاق الحل، أو أقله، إيجاد صيغة للتخفيف من تداعياتها، لأن الاعتراف ليس وحده سيد الأحكام، بل يجب أن يُرفق بقرار ظني واضح..
اعترفنا رسمياً بأزمة المشتقات النفطية، وخرج السيد وزير النفط ليشرح الأسباب، ولكننا لم نقدم على أي خطوة بعدها، سوى بيانات وزارة حماية المستهلك التي تتوعد سارقي المشتقات النفطية، فماذا عن طلاب الجامعات، والموظفين، ومن يسعون لقوت يومهم؟ و كيف لهؤلاء أن يصلوا إلى غاياتهم، في لحظة تتقطع فيهم السبل، ويتركون على قارعة الطريق؟؟!!
يومان بيوم..دعونا نركز على يوم منتج، أفضل بألف مرة من يومين نقضيهما بالركض خلف وسائط النقل بلا جدوى..دعونا نعطل يوماً، ونوفر مخصصاته من المشتقات النفطية، ليوم آخر، لعل يوم العمل يحفظ كرامة من يضطرون لشغل مواقعهم، إن كان على مقعد الدراسة، أو في دائرة خدمية، أو حتى في محل حرفي.
لا يكفي أن نوصف الواقع ونشرحه عندما تتجدد الأزمة ذاتها، فالأسطوانة أصبحت مشروخة، والتكاسل عن إطلاق الحلول بات مدعاة لليأس.
رنا رئيف عمران