ثراء الرومي : دعوة لإعادة ألق القراءة والكتاب المترجم في ندوة ( الترجمة لقارئنا الصغير، واقع وتحديات)
الوحدة 12-11-2022
إذا كان الأدب يعتبر نوعاً من أنواع الإبداعات الإنسانية التي أسهمت في ترسيخ الثقافات وبناء الحضارات ، فإن الترجمة فرع من هذا الإبداع الذي كرس لمفهوم التبادل المثمر والفعال بين مختلف هذه الثقافات والحضارات على مر العصور واختلاف الأزمنة.. وانطلاقاً من أهمية الترجمة في مسيرة الأدب عموماً – وأدب الطفل بشكل خاص – أقيمت ندوة مركزية بعنوان : ( الترجمة لقارئنا الصغير : واقع وتحديات ) ، بمشاركة المترجمات : آلاء أبو زرار، تحدثت فيها عن ( الترجمة بتصرف في أدب الأطفال ). و تانيا حريب ، تحدثت من خلالها عن ( أدب الطفل المترجم : بداية ظهوره وإرهاصاته وهمومه ). و كاتبة وجيه كاتبة، تحدثت فيها عن ( العلاقة بين أدب الأطفال و دبلجة الأفلام الموجهة للأطفال ). و ثراء الرومي، التي تحدثت في مشاركتها عن ( الترجمة للطفل مابين الحاضر والماضي ). وقد أدار الندوة الشاعر قحطان بيرقدار، مدير منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ورئيس تحرير مجلة أسامة ، وترافقت الفعالية مع معرض كتاب لإصدارات ومنشورات الهيئة العامة السورية للكتاب بما يخص كتب الطفل المترجمة.
وللاطلاع على أهمية هذا الجانب الأدبي في إثراء مخيلة الطفل وتكوين ملامح شخصيته سلوكياً ومعرفياً، كان للوحدة اللقاء الآتي مع الأديبة ثراء الرومي التي تبحر بإبداع في عالم الطفولة من خلال التأليف والترجمة و المشاركة في الفعاليات المتنوعة الموجهة للأطفال، حيث قالت عن المحور الذي شاركت به في هذه الندوة :
كان عنوان المحور: ” الترجمة للطفل بين الماضي والحاضر ” ضمن ندوة حملت عنوان ( الترجمة لقارئنا الصغير: واقع وتحديات)، وتطرقت فيه إلى القصص التي جسدت أهم كلاسيكيات القرن الماضي مثل حورية البحر وفرخ البط القبيح للكاتب الدانماركي كريستيان هانس أندرسن الذي ذكرت أن قصصه شكلت ملامح وعينا ونضج ذائقتنا الجمالية في ذلك الحين، وساهم تفرغ الأهل لحثنا على القراءة وسط رقابتهم لتوجيه بوصلة مفاهيمنا نحو الجانب الخيّر من القصص، لكن ما وصلَنا من الترجمة – بعد ما تكون قد خضعت له من تصرف – هو النزر اليسير مما يستحق الوقوف عنده مطولاً كعنصري العنف والدموية السائدين، وما حملته قصة فرخ البط القبيح ما بين سطورها من حالات تنمر وعدم قبول للآخر المختلف جمالياً. وأطرح في الورقة تساؤلاً مشروعاً رغم تحيزي أو انبهاري بجمالية قصص أندرسن : ماذا لو لم يتحول الفرخ القبيح إلى شكله الجميل؟ ماذا عن جمال الروح؟ كيف نواجه تكريس حالات سلبية كهذه؟
وبالحديث عن الحاضر تناولت المعايير التي تنتهجها وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة السورية للكتاب حرصاً على ثقافة معافاة لأطفالنا منوهة إلى الخطر الداهم للسموم التي تبثها بعض كتب الأرصفة والمكتبات التي تسعى لتسليع الثقافة في كتاب تجاري غايته الربحية البحتة فحسب.
ووجهت ، من خلال مشاركتي بهذه الندوة، نداء إلى كل من يأخذ على عاتقه تربية الأطفال لأن يحاولوا إعادة ألق القراءة في نفوس الأطفال وزرع ثقافة الكتاب المترجم وأهميته في تلاقح الثقافات واكتساب المعارف وضرورة أن تستبدل عادة تقديم السكاكر للأطفال بتقديم قصة لطيفة كهدية حاضرة في حقيبة كل منا كمحاولة لتبصر هذه الرؤى النور بأبسط السبل المتاحة.
وعن مشاريعها القادمة في التأليف والترجمة، قالت الأدبية ثراء الرومي : أحضر لجمع قصائدي للأطفال في مجموعة شعرية لا أبالغ إن قلت إنها المجموعة الحلم.. كما أخطط لترجمة مختارات قصصية للأطفال في كتاب إلى جانب الكتاب الذي أترجمه حالياً عن فن قيادة الفريق عبر غرس روح الجماعة في قصة ملهمة لمسيرة مدرب كرة سلة شهير حائز على أحد عشر خاتماً يرمز كل منها للفوز ببطولة في هذا المضمار… المخططات والأحلام أكبر من أن يتسع لها الوقت ولكنها مشروعة على أية حال.
فدوى مقوص