قراءة في تقاليد الزواج الملكي في سورية وفق الوثائق الأثرية للدكتورة ريم صقر
الوحدة 3 -11-2022
على عكس ما كان يشاع عن المهانة التي كانت تعيشها المرأة منذ ولادتها في العصور الغابرة، أو عدم وجود أي أهمية تذكر لها آنذاك، فإن الوثائق الأثرية أظهرت الحالة الحضارية في العلاقات الأسرية القائمة على تعزيز وجود المرأة ومكانتها في أسرتها والحرص الكبير على استمرارية هذه المكانة في بيت زوجها ، هذا ما بيّنته الدكتورة ريم سهيل صقر – دكتوراه في تاريخ الشرق القديم و نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية خلال محاضرة ألقتها حول ” تقاليد الزواج الملكي في سورية ق.م. على ضوء الوثائق الأثرية” وذلك في مقر الجمعية العلمية.
وتناولت الدكتورة ريم صقر في محاضرتها العادات والتقاليد المتبعة في الزواج الملكي السوري خلال الألف الثاني قبل الميلاد ، عبر رسائل الزواج السياسي بين مملكتي ماري ( تل الحريري ) ويمخد (حلب)، كأنموذج للعديد من الزيجات الملكية التي صرحت عنها أرشيفات الممالك القديمة، وخاصة أرشيف مملكة ماري، الذي عبّر بشكل واضح عن مكانة المرأة في المجتمع السوري قديماً، فكانت الأم والبنت والزوجة، الملكة والكاهنة والعاملة، إضافةً إلى الحرص على الإعلاء من شأنها وتقدير مكانتها في البيئة المجتمعية المتواجدة ضمنها..
و أوضحت د. ريم إلى أن اختيارها الزواج السياسي بين مملكتي ماري ويمخد نظراً لأنه يعد الزواج الأكثر شهرة في تلك الفترة الزمنية، ولأهميته التاريخية، وكذلك أقدم مثال لزواج بالوكالة موثق تاريخياً ، إضافةً إلى إبراز الدور الحيوي والمكانة الكبيرة التي احتلتها هذه الأميرة في بيت زوجها. الأستاذ محمد حميد علي عضو مجلس إدارة الجمعية قدم الدكتورة ريم صقر في بداية المحاضرة و من ثم أدار محاور الحوار الذي تلا المحاضرة بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية الأستاذ عز الدين علي وعدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها، حيث قدم عدد من السادة الحضور مداخلات حول العادات والتقاليد المتبعة في الزواج السائدة في الماضي والحاضر ومكانة المرأة ودورها الفعال على مر الزمن.
ازدهار علي