الوحدة: 23- 10- 2022
القمر الذي يطلع من خلف الجبال .. هذه الليلة، قص البرد جناحيه !!
بعد أن قص البرد جناحيه، كيف سيعود للطيران ثانية ؟!
انكسر زجاج القمر.. المتدافعون على أبواب حوريات السماء، بعد أن فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة،على باب مدرسة، أو خيمة عزاء.. هم من كسروا زجاج القمر؟!
من أي نبع سنسقي ورود أيامنا الذابلة، قبل أن يدب فيها خريف الحياة؟
جل ما تخشاه بيوت السماء، وحدائقها، وشجرها، وينابيعها، أن تعبث في أرجائها أيادي مهندسي الحروب, وأن تلوثها بالسيفور الأبيض المرسل إليهم, والمقدم إلينا على شكل هبات وإعانات من البيت الأبيض الأمريكي العزيز؟!
وتهز شجر الريح، فيتساقط ثمر العمر, ويتطاير ورق الحضور، فوق دروب السراب.. أبواب الوجع المشرعة لليل، من سيغلقها في الفجر القادم؟!
…
تسألني عن النهر وقريتي : متى يغفو النهر؟
هو ذا النهر يجري بخمول.. إذا ما تأخر المطر.. قد يغفو على الدروب، ولن يصل إلى بساتين السماء، المغطاة بالعشب المندي كحديقة بيتنا الطيني الصغير المزروع, هناك، والمنسي بين الوديان الجميلة والبعيدة.
وأسألها : هل لك أن تساعديني في حفر مسرب صغير بين الحقول , ليصل ماء النهر إلى الأشجار والزهور والسنابل, بعد أن يسقط المطر، ويتعافى النهر من أوجاعه ويعود للغناء مع العصافير والحياة؟
دعي دموع الغياب تنحدر على وجنات الغربة، لوحي لهم بقبلة وداع، ولا تنتظري من ماتوا، أو غدرت بهم أمواج البحار..
افتحي الأقفاص للطيور، ودعيها تحلق في سماء الفرح، لتعود وتحت أجنحتها البيضاء الكثير.. الكثير مما قطفته من أغصان الغيم.. أحلام وبشائر وتمنيات سعيدة.
هكذا! ومازلنا ننتظر!!
أيها العابر الغريب, كيف أبدد خوفي, مما يحيط في من ضباع وذئاب ضارية لماذا تدعوني إلى النوم بأمان؟
أيها العابر الغريب,حتى كشاشي الحمام لا يغفون لحظة عن تطيير حمائم أرواحهم, التي أطلقوها إلى براري الكون, خوفاً عليها من الطيور الجارحة, مبتهلين إلى السماء أن تعيدها إليهم سالمة, غائمة.
حوارية الهديل: انتظري عودة الربيع
لا تنتظري عودة الربيع باكراً، بعد خريف طويل, وشتاء شحيح..
من يغني لوعة الفراق؟
الحمامة التي فقدت أفراخها في غابة من رصاص, هل ستكون راغبة في الغناء؟
لمن ستغني بعد اليوم ؟!
أين تسكن النجمة،بعد أن هدمت الحرب خيمتها الزرقاء؟!
ستذوق طعم التشرد، ولن يهدأ لها بال، مادامت بقية النجوم شاردة.
لمن ستهدل الحمامة؟
لمن ستبتسم النجمة؟
بديع صقور