العمل الجماعي

الوحدة 20-10-2022

العمل الجماعي ضرورة تنموية لتوظيف طاقات المجتمع لخدمة أبنائه وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية والتفاني في البذل والعطاء، وهو تجسيد حي لمفهوم المواطنة والانتماء وتضافر الجهود للمشاركة في عملية التنمية وإعطاء الفرصة لمشاركة جميع أفراد المجتمع كل حسب تخصصه وقدراته وإمكاناته في إطار تأمين الخدمات للمجتمع. مجتمعنا اليوم بحاجة إلى تعزيز روح التعاون والمسؤولية الاجتماعية بعد الكثير من المتغيرات والصعوبات التي أفرزتها سنوات الحرب وما عكسته من تحديات وتدني نسب الخدمات العامة والخاصة، لإنهاء التشرذم والحالات السلبية وفض المشاكل وإعطاء الأولوية للعنصر البشري الفاعل وتعزيز التشاركية في تنمية المجتمع المحلي وتقديم الخدمة الأفضل للمواطن وتأمين حاجاته بقدر المستطاع، وهو يكتسب قيمة مضافة من خلال الاستفادة من جميع القدرات والخبرات الموجودة في المجتمع واستثمارها في مختلف أشكال الخدمات والعمل والبناء. العمل الجماعي واجب أخلاقي وإنساني ويجب أن يتم تحت سلطة الدولة والقانون وليس بديلاً لهما ويدخل الفرحة في النفوس بعدما فرضت الحرب واقعاً مشحوناً بكل أشكال الضغط المادي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، ويتم بين مكونات المجتمع بمؤسساته العامة ومنظماته ونقاباته والمجتمع المحلي، من خلال التعاون المثمر في إرساء المحبة والتفاعل لتوظيف طاقات المجتمع لخدمة حاجاته في البناء والعمران والخدمات والعطاء بلا حدود عبر مشاريع رافدة ومكملة للجهود التي تبذلها الدولة بكافة قطاعاتها. العمل الجماعي يساهم في تنمية الحس الوطني وتعزيز روح المسؤولية تجاه المجتمع وتنمية روح المبادرة والانفتاح لبناء مجتمع معافى تضيق فيه مساحات الفوضى والعنف ويفتح المجال لتلاقي القدرات والطاقات للمشاركة في الحياة الثقافية والاجتماعية عبر القيام بأنشطة حوارية وثقافية حول مختلف المواضيع ( إنسانية – اجتماعية – صحية – تطوعية.. وغيرها) وإظهار أهمية الشعور الإنساني وكسر حاجز الخوف من الآخر وتقوية الثقة بالذات والتعويد على حب الغير والمشاركة في بناء المجتمع وتقديم الخدمات للمواطن بجودة ومعايير عالية المستوى لإعادة نبض الحياة وألقها إلى المجتمع السوري بمدنه وقراه. علينا تفعيل وتعزيز وتنمية روح العمل الجماعي ووضع خطط طموحة تلبي متطلبات المرحلة الحالية وتنظيم الأعمال والمبادرات في المجالات الخدمية والبيئية والنظافة لخدمة المجتمع وأن يكون نشاطاً دائماً لا مؤقتاً أو حماسياً أو انفعالياً أو مبادرات مؤقتة وليدة آمال وأحلام تخبو وتنطفئ مع الزمن للوصول إلى الأهداف المرجوة وتحقيق النتائج الأفضل.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار