الوحدة : 3-10-2022
!! لازالت طرطوس وقرية برمانة رعد تحديداً وأصدقاء وأحباء الحقوقي ” رحيم حيدر” يتابعون تقدمه في البرنامج الألماني الشهير لهواة الطبخ والحلويات (Das große Backen)، وذلك بعد نجاحه في الوصول للمرحلة الخامسة من البرنامج ليبقى ضمن ستة متسابقين من أصل ١٠ دخلوا، حيث تقوم المسابقة على مبدأ التصفيات في في كل مرحلة، “رحيم”يسعى للفوز بالكعكة الذهبية ، ويصف البرنامج بالرائع،
وبالتحدي الصعب ، حيث يرزح المتسابق تحت ضغط الوقت ويتبقى فقط من يستطيع أن يثبت نفسه، وعن مشاركته يشرح رحيم أنه أول شخص سوري يشترك بهذا البرنامج، ولكن ليس أول عربي حيث اشترك خلال السنوات الماضية شابة من لبنان في عام 2020 وشاب من تونس في عام 2021 ، ولمن لا يعلم رحيم، شاب حقوقي من مواليد ١٩٩١ من قرية (برمانة رعد) التابعة لمنطقة الشيخ بدر ، ينتمي لعائلة مكونة من ٣ أخوة وأخت واحدة بالإضافة للأب والأم الذين يعملون بالزراعة، أما أخوه الكبير “بشير” فيعمل مديراً لشركة صناعات بلاستيكية في سورية ، و”بشرى” تعمل بمجال دراستها بالاقتصاد في ألمانيا، و”أسامة” يعمل كحرفي بأكثر من مجال خارج سورية أيضآ، رحيم كغيره من الشباب أنهى دراسة الحقوق في عام 2015 بسورية ، وبنفس العام سافر إلى ألمانيا ، ليواجه صعوبات كأي شخص انتقل للعيش ببلد جديد من ضرورة التأقلم مع جو جديد ، والتعرف على عادات شعب مختلف عن بيئته، وبلغة جديدة عليه تعلمها ، بالإضافة لاضطراره لإيجاد عمل بأسرع وقت حتى يؤمن مصاريف الحياة .. ويتابع رحيم أن تعديل شهادة الحقوق في ألمانيا كان صعباُ بسبب الاختلاف الكلي بين القانون السوري والقانون الألماني ، فلم يعدل ، وانتقل للعمل بغير مجال، لكن هوايته بصناعة الحلويات والمخبوزات كان لها الغلبة، وفي البداية كان الأمر هواية الطبخ فقط بدون الحلويات، وكان دائماً يحب تعلم وصفات أكل جديدة أو أكلات سورية يشتهيها في الغربة، كان ينشر على صفحته الفيسبوكية وصفحة الانستغرام الطبخات التي ينجزها، أما بالنسبة للحلويات وحصراً بمجال الكيك والتزيين. فكانت البداية في عام 2020، وكان سببها الأساسي أنه لا يعجبه طعم ما يشتريه من الخارج، ليتطور الموضوع في مرحلة الحجر الصحي بسبب كورونا ، حيث اتخذ قراره بأن يدخل فعلياً بمجال صناعة الحلويات وقوالب الكيك، وأصبحت الهواية تحدياً مستمراً مع نفسه، وكيف يمكن أن يتطور ويتعلم كل يوم شيئاً جديداً بهذا المجال ،”رحيم” لم يحصل بعد على الجنسية الألمانية، وينصح الشباب الموجودين في ألمانيا أو حتى في سورية بعدم اليأس وفقدان الأمل وعدم الخوف من البدء بمجال عمل جديد أو دراسة جديدة لأن (عدم المغامرة تعني عدم النجاح)، وبالعودة للمسابقة “رحيم” يشعر بالفرح والامتنان وخاصة لما يلمسه من ردود فعل الناس في سورية، وخاصة بطرطوس وقريته ، الأمر الذي زاد من معنوياته وإحساسه بالمسؤولية، وهو متفائل بقادم الأيام، ويأمل أن يستمر بالنجاح في المسابقة الألمانية التي شكلت نقلة جديدة في حياته،وقد تفتح له العديد من أبواب العمل والنجاح فيما يحب ويهوى.
رنا الحمدان