الوحدة : 3-10-2022
إحياءً لتراث أجدادنا وإنعاش الحرف اليدوية والحفاظ عليها من رياح الاندثار، افتتح سوق المهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية الدائم والشامل في مدينة بانياس ليكون منطلقاً سياحياً للمدينة وعامل جذب يقصده الكثيرون، وذلك بحضور محافظ طرطوس عبد الحليم خليل وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد حسين ورئيس اتحاد الحرفيين أحمد الحسن وعدد من شخصيات المجتمع المحلي والمهتمين بالشأن التراثي. وبين رئيس اتحاد الحرفيين في طرطوس أحمد حسن أن السوق يضم ٤٠ حرفياً من المنتسبين للاتحاد تم تخصيصهم وتوزيعهم على السوق المقابل لشعبة التجنيد ويضم السوق العديد من الحرف منها الخيزران، والفخار وأعمال يدوية وغذائيات وقصب وغيرها.
وقال عضو مجلس اتحاد الحرفيين وباحث ومهتم بالتراث السوري منذر رمضان ضمن تشاركية هامة بين مجلس مدينة بانياس ممثلة بالسيد رئيس مجلس المدينة ومنظمة اتحاد الحرفيين وجمعية المهن اليدوية بطرطوس تم توقيع محضر اتفاق لإحداث سوق للمهن اليدوية والحرف التراثية والتقليدية لما تحمله هذه الحرف من أهمية للحضارة والتاريخ الذي تزخر به سورية عامة والساحل السوري خاصة، وقد تمت المتابعة الجادة لافتتاح هذا السوق مرتدياً ثوب التاريخ معانقاً الحضارة ليصبح معرضاً دائماً للحرفة والتراث من خلال ما يقارب ٤٠ حرفياً وحرفية أبدعوا في الحفاظ على موروث الأجداد من خلال أعمال فنية مشغولة بأنامل متقنة لفنها يحمل أصحابها جينات الأجداد التي أبدعت الابتكار وطورت الحرفة بما يتناسب مع الحاجة حيث ساهمت بتطوير الحياة الأسرية والاجتماعية والزراعية والفنية وقد تمت ترجمتها لتحف أبدعتها أيدي الأحفاد الماهرة بتنوع حمل عبق التاريخ يروي قصة تطور تاريخ وحضارة لأقدم المدن المأهولة على وجه الأرض هي سورية الولادة لمهد حضارات العالم. أيضاً عضو مجلس الإدارة في جمعية المهن اليدوية في اتحاد الحرفيين ثناء سلمان قالت: نحن كجهة إشراف وتنسيق وتنظيم لأعمال سوق المهن اليدوية المحدث بمدينة بانياس كفرع ثان لطرطوس يتضمن دورنا تقييم الأعمال الحرفية حيث يشترط أن تكون الأعمال مصنوعة بحرفية عالية وممتازة لتليق باسم سوق المهن اليدوية، بالإضافة إلى ذلك سنكون بمرتبة إشراف بعد تشكيل إدارة خاصة لسوق المهن في بانياس تتكون من مدير وأعضاء مؤسسين كمشرفين أوليين يقومون بإخبارنا عن وجود أي خلل لنتخذ القرار والإجراء المناسب لما فيه خير لعمل السوق، أما دورنا كجمعية حماية التراث في محافظة طرطوس افتتحنا فرع لجمعية إحياء التراث في بانياس بإدارة الجريح علي هرمز ودورنا تأهيل وتدريب الأشخاص ليكونوا حرفيين قادرين على الإنتاج. أيضاً مدير سوق المهن اليدوية في بانياس رجب رجب بيّن أن السوق يضم ٤٠ محلاً وهي مجانية بشكل كامل وبالتشاركية بين مجلس مدينة بانياس ومنظمة اتحاد الحرفيين في طرطوس، ووجود هذا السوق يغنيهم عن التنقل في المعارض، تم افتتاح سوق المهن اليدوية الذي يؤمن فرصة عمل لحرفيي المهن اليدوية ومصدر رزق لهم كونه يسمح لهم بعرض منتجاتهم بشكل دائم. وبدوره رئيس جمعية المهن اليدوية وأسواق المهن اليدوية في بانياس محسن العجي قال: تكمن أهمية السوق في ضم جميع الأعمال اليدوية والحرف بالإضافة لاحتضانه لذوي الاحتياجات الخاصة، تم تسليم 40 محلاً لكل الحرفيين بعد تسجيلهم بجمعية المهن اليدوية وباتحاد الحرفيين، وسنسعى لنجاح هذا السوق، وسنعمل على تمديد فترة عمل السوق خلال الفترة المسائية في حال استطعنا تأمين الكهرباء من بريد الهاتف في بانياس. وفي لقاء الوحدة مع بعض الحرفيين، قالت سوزان خضور أعمل في مجال الأغذية مربيات، مخللات، حلويات، وكل ماتحتاجه سيدة المنزل بالإضافة لعملي في الخيزران، سابقاً كنا نعتمد على المعارض أما اليوم وبوجود السوق فهذا يساعدنا بشكل أكبر بسبب وجود مكان ثابت يقصدنا إليه الزبائن ونتمنى أن يكون هناك إدارة صحيحة لإنجاح هذا السوق. وقالت مدربة الأشغال اليدوية والفنانة الشاملة ابتسام معلا : أعمل بعدة مجالات تطريز حفر على اليقطين وغيرها وبدأت بهذا منذ ثلاثين عاماً وكنت أقوم بعرض هذه المنتجات من خلال صفحات التواصل الإلكتروني والمعارض، ونوهت لأهمية السوق لثباته ووجود البضاعة بمكان واحد وتكمن أهميته أيضاً لمدينة بانياس كونها لاتحوي سوقاً للحرف. وبدوره الخطاط محمد رمضان يوسف قال: أرسم كل أنواع الخطوط وبدأت العمل منذ عشرين عاماً تقريباً، ونوه أن هذا السوق يوفر مكاناً فقبل وجوده لم يكن لدينا مكان نتواجد فيه. ووضح مربي النحل، عضو اتحاد النحالين العرب وعضو بجمعية النحالين السوريين فرزات خليل : أن اعتماده سابقاً كان على العلاقات الشخصية والمعارض، اليوم بوجود السوق بات لدينا مكان ثابت يقصدنا إليه الناس فوجودنا في المنزل قد يسبب إحراجاً للآخرين لذلك أصبح هذا السوق عبارة عن معرض دائم. أيضاً قالت المهندسة وئام وزو : أعمل في مجال دوتنج ماندالا على الخشب أو السيراميك أو الفخار وغيرها معتمدة على الدهان الاكريليك، وجود السوق يوفر لنا راحة وسهولة في التسويق فوجودنا في المنزل يعرقل عملية البيع أحياناً. ونوه مهند جميل ريبا : نشارك بمصلحتنا التي ورثناها عن أجدادنا بمهنة الحفر على الخشب أو التحف الخشبية، وهذا السوق سيساعدنا على الانتشار والتعريف بأعمالنا. ونهاد ريا المشاركة بالمنتجات التجميلية قالت : أعمل في هذه المهنة منذ 25 سنة، وهذا السوق يساعدنا في ترويج منتجاتنا بالإضافة إلى اللمة الجميلة مع المبدعين، وبالحب سينجح هذا السوق. كذلك بادية طريفي قالت: أشارك في مجال الخشبيات وصباريات وعصاريات، هذا السوق انطلاقة خير للجميع لأن بانياس بحاجة لذلك، ونتمنى من الجهات المعنية أن تدعمنا إعلامياً. مثال حيدر، مديرة مؤسسة صحتي بإيدي للمنتجات الطبيعية قالت: اجتماع المهن جميعها بمكان واحد تميز بحد ذاته، وعلينا أن نكون يداً واحدة لإنجاح هذا السوق من خلال معارفنا وأصدقائنا.
رنا ياسين غانم