شركة مصفاة بانياس بخبرة العاملين تتجاوز كل الصعوبات

العدد: 9331
10-4-2019

 

في زمن أثقلت فيه مفاعيل الأزمة كاهل اقتصاد سورية كما أهلها، يبقى لشعلة مصفاة بانياس وهي تضيء سماء المدينة أن تعلن للأحبة والأعداء أن القلب السوري مازال نابضاً بالحياة.

شركة مصفاة بانياس تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، شمالي بانياس وهي شركة عاملة أحدثت بالمرسوم رقم (1035) لعام 1975 وتمت المباشرة بإنشائها عام 1975، وتبلغ مساحتها 1000 دونم تقريباً، كما يبلغ رأس مالها الاسمي (1500) مليون ليرة سورية ويتكون من الأموال التي تخصصها الدولة صافي قيمة الموجودات الثابتة والاستثمارات و 25% من الأرباح السنوية التي تحققها الشركة لحين تغطية رأس المال بالكامل، والمهام التي تقوم بها الشركة هي تكرير النفط، إنشاء المشاريع اللازمة للمصفاة، شراء النفط الخام اللازم، و إنتاج المشتقات النفطية لتأمين حاجة السوق المحلية وتسويق الفائض منها.
مدير شركة مصفاة بانياس المهندس بسام سلامة أضاف: إن المصفاة مصممة لتكرير مزائج مختلفة من النفط الخام الذي يتم نقله إلى المصفاة عبر خطوط من الشركة السورية لنقل النفط وتبلغ طاقة المصفاة التصميمية 6 مليون طن سنوياً بمعدل 18000 طن يومياً مع الأخذ بعين الاعتبار توقف المصفاة من 33- 35يوماً لإنجاز العمرة ولكن حالياً تتوقف المصفاة تبعاً لتوفر النفط الخام، كما أنها تقوم بإنتاج الطاقة (كهرباء وبخار) ذاتياً من محطة حرارية مكونة من خمسة مراجل حرارية وأربع عنفات بخارية وتستجر المياه اللازمة لها من بحيرة السن بواسطة محطة ضخ تقوم بتزويد الماء إلى شبكة المياه في المصفاة.
330 يوماً في العام
يضيف المدير العام للشركة: إن المصفاة مصممة لتعمل في العام 330-333 يوماً وباقي الأيام مخطط لتكون عمرة، أي إجراء صيانة شاملة للمصفاة وفق خطط وبرامج يحدد فيها كل ما يجب تفتيشه من معدات وكل عمل يجب أن يتم إنجازه والجهة التي ستنجزه، وخلال الفترة السابقة وبسبب الإيقاف المتكرر بسبب عدم توفر النفط الخام لجأت الإدارة والكوادر المعنية إلى إجراء صيانات جزئية لتحويل فترة التوقف إلى فرصة من أجل صيانة بعض المعدات بهدف المحافظة على جاهزيتها الفنية واستمرارية التشغيل، وأكد أن العمرة السنوية ضرورة ولابد من القيام بها لإطالة عمر المعدات، كما الصيانات الوقائية والتي استهدفت الكشف المبكر عن العطل وهي مهمة يضطلع بها قسم التفتيش الفني المناط به الكشف ومتابعة جميع أعمال الصيانة المنفذة على معدات المصفاة.
أقسام وتوزيع أدوار
وعن القطاعات التي تتألف منها المصفاة قال سلامة هناك الوحدات الإنتاجية، الوحدات المساعدة للعملية الإنتاجية، والوحدات الخدمية التي تضم مركز الإطفاء والسلامة المهنية، المخبر المركزي ومخابر فرعية لمحطة القوى والتفتيش الفني، مشاغل ميكانيكية وكهربائية، مستودعات ومخازن، مستوصف مركزي ومراكز صحية للعناية بصحة العاملين ودرء الأخطار الناجمة عن طبيعة صناعة تكرير النفط التي تعتبر من الصناعات الخطرة، دور حضانة لأطفال العاملين لضمان تفرغهم للعمل، نادي الشهيد باسل الأسد الاجتماعي يضم شاليهات ووسائل ترفيه للعاملين وعائلاتهم، إضافة لنادٍ رياضي يهتم بأطفالهم، كذلك هناك مخبز آلي لتأمين حاجة العاملين اليومية من الخبز، إضافة لمؤسسة استهلاكية توفر بعض السلع والمواد اللازمة للعاملين بأقل تكلفة ممكنة.
3206 عمال
وأشار أن عدد العاملين 3206 عمال ومع هذا تعتبر مصفاة بانياس رائدة بتقديم الخدمات للعاملين سواء من خلال تقديم اللباس الوقائي والطبابة المجانية بشكل كامل إضافة لإجراء فحوص دورية ملزمة للعاملين، كذلك هناك وجبات غذائية وحوافز إنتاجية مسقوفة ومكافآت تشجيعية وتعويضات على العمل الإضافي، كما توجد خدمات سكنية حيث يوجد موقعين للسكن الأول القرية العمالية الذي بني من قبل الشركة الرومانية عام 1975 و فيه ما يقارب الـ250 أسرة، والموقع الآخر هو المدينة السكنية التي تحوي 507 شقق سكنية وتقطن فيها شريحة كبيرة من العاملين للتدخل السريع في الحالات الطارئة وهي مأجورة بأجر رمزي جداً، كما يتم نقل جميع عمال المصفاة من و إلى موقع العمل بآليات الشركة.
إدارة الموارد البشرية
وبالنسبة لتطوير العاملين في المصفاة أكد سلامة أن هناك نظام لإدارة الموارد البشرية عن طريق خطط تدريبية توضع في بداية كل عام وتتابع من قبل مجلس التدريب فجميع العاملين المباشرين سواء المعينين حديثاً أو المنقولين يجب أن يخضعوا لدورات تدريبية والاطلاع على جميع وحدات المصفاة الإنتاجية والخدمية وتعريفهم بمهام كل وحدة من الوحدات، أما البعثات فهي نادرة حالياً وآخر إيفاد كان عام 2018 لاثنين من المهندسين إلى الصين.
عقوبات جائرة
وبيّن المهندس بسام سلامة أن العقوبات الجائرة على سورية كان لها أثر كبير جداً على عمل المصفاة وإمكانية تشغيلها وفق طاقتها التصميمية وهذا ما أدى إلى نقص في إنتاج المشتقات النفطية، كما أثرت العقوبات على تأمين مستلزمات التشغيل والصيانة إضافة للمواد والوسائط المساعدة على التشغيل لكننا نتغلب على الكثير منها سواء بجهود ذاتية من خلال تصنيع الكثير من قطع الغيار اللازمة أو عن طريق تأمين المستلزمات من الأسواق الصديقة.
خطط ومتابعة تنفيذ
مدير التخطيط الأستاذ محمد عباس قال تعنى المديرية بإعداد الخطط ومتابعة تنفيذها الذي يتطلب التنسيق مع كل الفعاليات والجهات المشرفة، كما تعنى بالبيانات الإحصائية بالشركة، وهي المعنية بالتواصل مع السلطات الوصائية لتزويدها بالتقارير عن نشاط المصفاة بشكل دوري، مضيفاً أن تعتبر المصفاة تعتبر من أهم الشركات بقطاع التكرير ومهمتها تزويد السوق المحلية بجزء من المشتقات النفطية وفق المواصفات القياسية السورية ولاشك أن الأزمة تركت أثراً على العمل بسبب الحصار الاقتصادي والاعتداء الإرهابي على منابع النفط وخطوط النقل مما أدى إلى عدم تمكين تزويدها بالنفط الخام السوري، وكانت للعاملين جهودهم المميزة باستمرارية المصفاة وجاهزيتها الفنية لضمان العملية الإنتاجية.
في رحاب المصفاة
وفي جولة للوحدة على بعض الأقسام الإنتاجية كان لنا اللقاءات الآتية:
مدير الإنتاج المهندس محمد سليمان يقول : تكمن مهمة هذه المديرية بتكرير النفط الخام القادم والحصول منه على المشتقات النفطية اللازمة من غاز مازوت بنزين وغيرها من المشتقات ويتم العمل من خلال أربعة أقسام وهي قسم التقطير الجوي والفراغي، قسم التحسين، قسم الهدرجات وقسم الكبريت، حيث تتم في مرحلة التقطير تجزئة النفط الخام وفصله فيزيائياً فنحصل منه على الغازات البترولية المميعة البنزين المازوت والفيول وغيرها وهذه المواد الناتجة تحتاج إلى تحسين كونها غير جاهزة للاستخدام بعد، فيتم تحسين البنزين في قسم التحسين، أما المازوت والـ VGO فيتم تحسينهما ورفع مواصفاتهما في قسمي الهدرجات والكبريت لاستخراج الكبريت من الغازات الحمضية ومن المواد الكبريتية العالقة وتخفيض المحتوى الكبريتي في المشتقات إلى الحد الأدنى، وأضاف المهندس محمد سليمان: اليوم نعاني من عدم توفر النفط الخام الذي يفرض علينا عمليات الإيقاف والتشغيل المستمرة والتي تؤثر سلباً على حالة الوحدات وجاهزيتها لأننا نستطيع حماية الوحدة فقط أثناء تشغيلها بإضافة مواد كيميائية لحمايتها وهذا ما لا يمكن أثناء التوقف لذلك الآثار السلبية تكون مضاعفة أثناء توقف المصفاة.
رئيس قسم التقطير المهندس محمود حسن قال: نقوم باستقبال النفط الخام المعد للتكرير ونقوم بإجراءات فنية للوصول إلى المشتقات الأولية الغاز والمازوت الخفيف وآخر ثقيل حيث يتم الفصل عبر مرحلتي التقطير الجوي والفراغي، وأشار إلى أن نوعية النفط المورد والذي يحتوي على أملاح ورواسب بنسبة عالية شكل معاناة كبيرة للعاملين والمعدات، ورغم ذلك تبقى الصعوبة الأساسية تكمن في تأمين النفط الخام وما عداها نعمل على تذليلها بفضل الخبرات المحلية، وأضاف أنه عند توفر النفط سابقاً كانت تتم عمليات الصيانة كل عام وتكون عامة وتسمى عمرات ولكن حالياً بسبب عدم توفر النفط نطبق نظام الصيانة الجزئية التي تتم خلال التوقفات أو في حال حدوث عطل أو انخفاض في أداء المعدات، أخيراً تمنى توفر النفط لأن التشغيل المستمر يعطي أمان للوحدات.
رئيس دائرة التقطير الأولي المهندس محمد عدلة: يتألف القسم من وحدتي التقطير الفراغي والتقطير الجوي حيث يأتي النفط الخام بعد أن يكون جاهزاً للتكرير فنقوم بمعالجته ليكون جاهز لدخول البرج، والوحدة الثانية، وأهم الصعوبات الحالية هي عدم توفر النفط بسبب الحصار الاقتصادي.
رئيس قسم التحسين المهندس حسن محمد: مهمة هذه الوحدة إنتاج بنزين محسن برقم أوكتان 98 وتأتي التغذية من قسم التقطير الجوي وتتم معالجتها هنا ليتم طرحه حسب المواصفات السورية، وعن الصعوبات قال الإيقاف والتشغيل المتكرر أبرز الصعوبات التي نعاني منها لأن هذا القسم يحتاج يومين لإعادة إقلاعه ويومين آخرين لإيصاله للشروط المطلوبة أي نحتاج أربعة أيام لإعادة التشغيل.
وأوضح رئيس قسم الهدرجات المهندس محمد صالح أن القسم يتكون من أربع وحدات وحدة هدرجة النفتة الخفيفة الهدف منها تخليص إزالة المركبات الآزوتية والأوكسجينية والكبريتية والملوثات التي تسبب تسمم الوسيط في وحدة الأزمرة، حيث تقوم وحدة الأزمرة برفع الأوكتان من 70 إلى 82، وحدة 110 هدفها الحصول على VGO بمحتوى كبريت منخفض بعد معالجته بالوسيط بالإضافة لإنتاج المقطرات كالمازوت والنفتا، بالإضافة لوحدة هدرجة المازوت.
وعن الصعوبات التي تواجهها الشركة قال المهندس محمد: الإيقاف والتشغيل المتكرر هو أهم ما نعانيه فعلى الرغم من عدم وجود تأثير مشاهد عملياً إلا أن الوحدات في قسم الهدرجات تعمل على حرارات وضغوط مرتفعة وإن التغيرات المتكررة في قيم الضغط والحرارة الناتجة عن الإيقاف والتشغيل تعمل على إجهاد معدات وتوصيلات الوحدة بالإضافة لتسارع اهتلاك الوسائط هذا مع عدم إغفال الجهد الكبير المبذول من قبل عمال التشغيل والصيانة لمتابعة أعمال التشغيل والتوقف مع انخفاض المردود المادي الذي لا يتوافق مع صعوبات العمل كون التحفيز يقوم على أساس الإنتاج من قسم التقطير، وأضاف: هناك ضرورة لرفع قيمة الوجبة الغذائية وفتح سقف الحوافز وأشار أن المصفاة عاملة بكل حالاتها سواء على حمولة متدنية أو مرتفعة والجهود المبذولة هي ذاتها مضيفا أن المخاطر التي يتعرض لها العمال والجهود الكبيرة المبذولة من قبلهم لا تقارن بالحوافز أبداً، ولابد أن نذكر أن الإدارة متعاونة معنا جداً وخاصة مع مشروع الإنتاج كونها تنظر إليه على أنه قلب المصفاة وتحاول ترميم قلة المردود المادي عبر المكافآت المادية والعينية.
مدير الدراسات والمشاريع والتطوير المهندس فاتح أحمد قال: تتألف المديرية من قسم التفتيش الفني وقسم الدراسات وقسم مشاريع التطوير، وتتجلى مهمة قسم التفتيش الفني في القيام بأعمال التفتيش على المعدات والدارات وجميع الخطوط في المصفاة ومراقبة التآكل و قياس سماكتها، أيضاً التفتيش الداخلي والخارجي للمعدات وتحديد مقدار التآكل وجاهزيتها للعمل، كما يقوم التفتيش بأعمال العمرات السنوية والفحوصات الدورية وفق خطط وبرامج تفتيش متوافقة مع الستاندرات العالمية، فيما يقوم قسم الدراسات بإعداد المخططات ودفاتر الشروط التي يتم بموجبها تأمين قطع التبديل ودراسة واقع المعدات وأعمال التعديل عليها، وعن الصعوبات قال: نتيجة الحصار الاقتصادي نجد صعوبة بتأمين قطع تبديل مطابقة للمواصفات ولكننا نسعى دائماً للحصول عليها إما بتصنعيها أو بتوريدها بهدف تأمين استمرارية العمل، كذلك هناك صعوبة في تأمين الأجهزة التي نقوم بعمليات الفحص من خلالها لذلك لجأنا لإجراء عمليات التفتيش بجهود ذاتية بعد أن كان يقوم بها خبراء الشركات العالمية لنوفر بذلك مبالغ كبيرة، كما أشار إلى أن الفحوص الدورية التي يقوم بها قسم التفتيش تضمن جاهزية المعدات بشكل دائم بحيث يتم تحديد الأجزاء التي يجب استبدالها في وقت قريب وتجهيزها فوراً بحيث تكون جاهزة عند الحاجة لها، وعن عوامل الحماية المقدمة للموظفين قال: هناك لباس وقائي ويتم التأكد من خلو أي معدة يتم تفتيشها من عوامل الخطر كذلك هناك إجراءات الأمن والسلامة للحفاظ على سلامة المواطنين، أخيراً قال: نحن بحاجة لدورات خارجية لتأهيل عناصر التفتيش الفني وإعطائهم خبرات إضافية ولا يمكن استبدالها بدورات داخلية لحاجتنا للخبرة العالمية.
مدير الصيانات الهندسية المهندس محمود قاسم أوضح أن هناك أربعة أقسام تشرف على جميع أعمال الصيانة في كافة وحدات المصفاة وهي قسم الصيانة الميكانيكية، قسم التحكم و القياس، قسم الصيانات الكهربائية الذي يقوم بإعادة تأهيل المحركات الكهربائية لتكون هناك محركات احتياطية جاهزة لضمان استمرارية العمل كما يشرف على أعمال الإنارة وأعمال تأهيل المسخنات وصيانة القواطع، قسم اللحامات والمشغل الميكانيكي الذي يتم فيه تصنيع وتأهيل المبدلات وجميع القطع اللازمة للمصفاة والآن يتم تصنيع مسخن لمراجل الهواء بحيث يكون قطع غيار جاهزة لمراجل محطة إنتاج البخار والكهرباء كما يتم تجهيز مبادل من أضخم المبادلات في الشركة ليكون جاهز للاستبدال بمبادل وحدة التحسين المسؤولة عن إنتاج البنزين، لتكون المهمة الأساسية توفير القطع اللازمة كقطع غيار مما يضمن استمرارية العمل إضافة لتحقيق وفورات بملايين الدولارات في حال تم استيرادها جاهزة كما كان سابقاً.
وانتهت جولتنا في الشركة إلى قسم المشغل الميكانيكي بلقاء رئيس قسم اللحامات والمشغل المهندس أحمد ديب والذي أوضح أن صالة المشغل الميكانيكي تقوم بتصنيع كافة المسننات والمحاور والأنابيب وغيرها اللازمة لأجهزة المصفاة، فيما تقوم صالة اللحامات بتصنيع القطع اللازمة لأعمال المراجل ومعدات المصفاة وذلك بعد أخذ القياسات التي تدل على ضرورة استبدالها بعد فترة قريبة، وحالياً نقوم بتصنيع بعض القطع الخاصة بالمراجل البخارية، وهذه القطع كنا نقوم بشرائها بالقطع الأجنبي واليوم بسبب الحصار نقوم بتصنيعها كما نقوم بإعادة تأهيل بعض القطع القديمة ذاتياً لمحاربة المقاطعة الاقتصادية وتوفير الأموال على الشركة.
كما يقوم عمال القسم ومهندسوه بتنفيذ أعمال اللحام والصيانات اللازمة في موقع العمل بالاشتراك مع قسم التفتيش الفني حيث تم تنفيذ أعمال نوعية على الشعلتين الغربية والشرقية خلال التوقف السابق.
قد تكون جولة الوحدة القصيرة قصرت عن وصف واقع العمل في هذا الصرح الكبير ولكن كل الأمل أننا نجحنا في رسم صورة معبرة عن جهود كبيرة يقوم بها العاملين والإدارة في شركة مصفاة بانياس لتبقى قطاعاً رديفاً وداعماً رئيساً للاقتصاد الوطني . بالنهاية نشكر كل من التقيناه وكل من لم نستطع لقائه فهم اليد الخفية التي تعمل بصمت اليقين بمستقبل يشرق من رحم الأزمة.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار