الشـــــــعلة.. خــــطر جــــديد

العدد: 9331
10-4-2019

 

ما سمعناه مؤخراً عن ظاهرة استنشاق لاصق الشعلة لم يكن يوماً في الحسبان وحتى لم يدخل ضمن قائمه خيالنا البوليسي..
(الشعلة) باتت هذه الكلمة أخطر بكثير من مجالها العملي البسيط الذي نعرفه وتبين أن هذه المادة تكون سميّة عند استخدامها الخاطئ من قبل الأطفال المتسولين والمراهقين وإن المحيط الداعم لها هي ظاهره التسول.
وجدت تلك الظاهرة في بعض الأماكن مثل العاصمة دمشق ومحافظة حلب لينتهي المطاف في منطقه جبلة حيث أكدت شبكة أخبار جبلة على وجود طفلين أعمارهما بين السبع والتسع سنوات يستنشقون الشعلة على رصيف في شارع الفروة وقام أحد المتواجدين أثناء الحادثة بإخبار قسم الشرطة مباشرة وتتم عملية استنشاق الشعلة عن طريق تحضيرها في كيس بلاستيكي واستنشاقها حيث أنها تنشل الطفل من حياته الواقعية وسلوكه المتزن إلى حياة اللامبالاة بما يجري حوله.
عن هذا الموضوع صرحت الدكتورة سعاد صقور أخصائية في طب الأطفال وعلم السموم ومدرسة في كلية الطب جامعة تشرين أن التسمم يحدث بالمذيبات العضوية الطيارة التي تضاف لماده الغراء وهي اسيتون، اسيتات الايتيل، اسيتات الميتيل ويشعر الطفل في المرة الأولى من استنشاقها بترنح خفيف بالمشية ويشعر بنفسه نشيطاً وكثير التركيز وهذا يدفعه ليكرر الاستنشاق مرة ثانية وفي كل مرة ليصل إلي نفس الشعور الجميل يحتاج لكمية وفترة أكثر وهنا يحدث التسمم وتبدأ الأعراض والأذيات على مستوى أعضاء الجسم وخاصة الدماغ والأعصاب المحيطة والجهاز التنفسي والكبد وتسبب أيضاً صداعاً ونقص تركيز واختلاجات وهلوسات سمعية وبصرية أي يرى أشياء ويسمع أصوات لاوجود لها بالواقع وأكدت الدكتورة سعاد صقور على ضرورة انتباه الأهل على أطفالهم والعلامات التي تشير لإدمان أطفالهم على الشعلة هي وجود تخريش (احمرار) حول الفم والأنف ويلاحظ عليه تبدلات سلوكية كالعدوانية والتراجع المدرسي واضطراب بالتركيز والذاكرة وصداع لفترات طويلة ورائحة كريهة تصدر من فمه أو من لباسه وغرفته وحرصت أنه من الواجب نشر الوعي على مستوى الأسرة والمجتمع (المدرسة دورها مهم جداً) لخطورة هذه المادة وكشفها بشكل مبكر لأن استخدامها المكرر لفترات طويلة قد يسبب وفاه وختمت كلامها بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، فحقاً نحتاج لتعامل جاد وحازم مع تلك الظاهرة الإبليسية لإبادتها لأننا حتى هذا الوقت نستطيع الإحاطة بها لأن الأنباء التي وردتنا عن أعداد مستخدميها ليسوا بهذا الكم الهائل ويمكن معالجتهم وتصحيح مسارهم حيث لاحظت بعض المبادرات الفردية لبعض أصحاب المحلات قاموا بوضع لافتات على مدخل محلاتهم مكتوب عليها لا يوجد لدينا شعلة فهذه المبادرة أمر مثير للتقدير.

فداء محمود محمود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار