أثر الخلافات الزوجية على الأبناء

العدد: 9331
10-4-2019

إن الشعور بالطمأنينة لدى الأبناء يعمل على صقل شخصياتهم واكتمالها بصورة سليمة، فالاستقرار الأسري له دوره الفعال في امتلاك الطفل الثقة بالنفس، إذ أن الكثير من الدراسات النفسية تؤكّد أن الأطفال الذين يترعرعون في بيئة يسودها استقرار أسري يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء، تفوق تلك التي يمتلكها الأطفال الذين يعيشون في محيط مفعم بالنزاعات والخلافات الدائمة بين الوالدين، فالمشاحنات بين الأب والأم لا بد من أن تؤدي إلى إحساس الطفل بالتشتت، وابتعاده عن الشعور بالأمان، وعدم تمكّنه من التواصل مع الآخرين بطريقة إيجابية وصحيحة، وقد ذكر خبراء التربية أهم الآثار السلبية التي يمكن أن تلحق بالأبناء من جراء هذه الخلافات ومنها:
– نوبات نفسية شديدة، إن كثرة المشاكل والخلافات التي تتواجد في المحيط الأسري تؤثّر سلباً على الأبناء، كإصابتهم باضطرابات حادة، مثل الاكتئاب، والميل إلى الشعور بالخجل، والعزلة والوحدة، والغضب الشديد، والتلعثم، والخوف من التواصل مع الآخرين، وعدم التفاعل مع الأصدقاء، إضافة إلى شعور هؤلاء الأبناء أيضاً بالقلق الدائم، والتفكير بالمشاكل القائمة بين الوالدين، والخوف من انفصالهما، ومن العواقب التي ستحدث بعد ذلك.
– التأخّر الدراسي، إن المشاكل الأسرية تجعل الأبناء متصفين بتشتت الذهن، وضعف التركيز والانتباه، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن العديد من المتأخرين في تحصيلهم الدراسي لديهم مشاكل أسرية، هذا بالإضافة إلى عدم تمكّنهم من الحصول على درجات مناسبة في المواد الدراسية الأساسية، وبخاصة الرياضيات والقراءة، وبالتالي قد يخسر الأبناء مستقبلهم الدراسي، ولا يستطيعون التواصل مع أصدقائهم ومدرسيهم، ويصبحون بعيدين كل البعد عن الأخلاق والقيم والسلوكيات الإيجابية.
– مظاهر أخرى مختلفة، وهي تتمثل في اضطراب النوم، وقلة الشهية، أو الإفراط في الطعام، ومص الأصابع، وقضم الأظافر، والتبول اللاإرادي.
– انحراف الأبناء المراهقين، إن الخطورة الأكبر تقع على المراهقين الذين يحاولون أن يعبّروا عن غضبهم من الجو الأسري الكئيب، من خلال عدم احترام الوالدين، والتطاول عليهما، والغياب المتكرر عن البيت، ومصاحبة أصدقاء السوء، واتباع السلوكيات غير الأخلاقية، مثل ارتكاب الجرائم، وتناول الكحول والمخدرات، وهذا ما يؤدي إلى تدمير مستقبل هؤلاء الأبناء وضياعهم بصورة كاملة.
وفي النهاية يحضرني ما قاله أحد المستشارين النفسيين: من الطبيعي أن يختلف الوالدان، لكن ينبغي أن يتقنا آداب الاختلاف والحوار، كي يكونا قدوة صالحة لأبنائهما.

د. رفيف هلال 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار