العدد: 9274
الاثنين 2019/1/21
الكاتبة: هدى سلوم
نعول عليهم للمستقبل، نخبة من الشباب المتفوقين بكفاءات علمية ومعرفية وطاقات متفردة هي الحامل الرئيسي لخروج البلد من أزماته التي نشهدها اليوم، والنهوض بالمجتمع من أمراضه وحالاته بإشكالاتها وتشكيلاتها.
مجموعة من الشباب المتطوعين في نادي الباحثين الشباب البيئي ارتفع ضجيج معاولهم وأبخرة أبحاثهم لينعكس صداها في حلول ومعالجة لإشكالات وقضايا تعرقل دروبنا لبيئة نظيفة، قصدناهم في جامعة تشرين فاستقبلتنا لوحات تشكيلية بأعمالهم وإنجازاتهم التي طرزت نسيج جدران قسم النظم البيئية في المعهد العالي للبحوث البيئية.
* المهندسة آلاء معروف خريجة هندسة تقنية بيئية تعرفت على النادي منذ سنتين فقط لتكون بين أعضائه، فهي لطالما أحبت العمل التطوعي حيث قالت: أحب أن أضع خبرتي ومعرفتي وعملي في خدمة المجتمع والجامعة، ولا فائدة من المكوث على كرسي خلف مكتب، يجب ترجمة الأفكار والطروحات التي رسمناها على الورق إلى مشاريع وحقائق على الواقع والأرض التي طالما أطعمتنا من خيراتها وروتنا بالعلم وفنون الحياة.
* الدكتور حسن جنيدي مؤسس النادي والمشرف على نشاطاته قال:
هو نادٍ علمي تطوعي تأسس في جامعة تشرين عام 2014، وفي كنفه مجموعة من الباحثين الشباب من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب المتميزين (مرحلة جامعية أولى، ماجستير، دكتوراه) الراغبين بالعمل في المشاريع البحثية التطبيقية داخل الجامعة وخارجها والمتعلقة بجوانب بيئية مختلفة، وتابع: بداية قمنا بإرسال كتاب لرئيس الجامعة بطلب إحداث نادي الباحثين الشباب البيئي في الجامعة وبعد الموافقة وضعنا إعلاناً لتتدفق طلبات الانتساب على فريقنا الالكتروني وهنا قمنا بغربلة للطلاب لننتقي منهم الطلاب المتفوقين الذين (يشمرون عن زنودهم ويعملون بالحقل ولديهم البصر والبصيرة والعقل المتفتح والمزود بالعلم والمعرفة ولغات العصر وأيضاً القلب المحب الغيور على وطنه وأهله) هذا ما طلبناه فيهم ليكون لدينا 20 عضواً.
يضع النادي نصب عينيه الاهتمام بطلاب السنة الرابعة والخامسة والقادرين على العمل ضمن فريق في المشاريع الحقلية ليصار إلى إشراكهم في العمل البحثي التطبيقي بما يساعدهم في اختيار مواضيع أبحاثهم التطبيقية المستقبلية لرسائل الماجستير والدكتوراه وبما يتوافق مع خطط الدولة في التنمية.
كما يركز النادي اهتمامه على طلاب الماجستير الذين هم في السنة الأولى من البحث والراغبين في العمل ضمن مجال الأبحاث البيئية التطبيقي التي تقع ضمن اهتمامات النادي ونشاطاته مما يؤمن الفرصة لاختيار مواضيع تعود بالنفع على الجامعة والمجتمع.
يعتبر نادي الباحثين الشباب أحد الداعمين الأساسيين والمساهمين في تأسيس (مركز تقانات معالجة المياه ومعالجة النفايات الصلبة) التابع لقسم هندسة النظم البيئية في المعهد العالي لبحوث البيئة، الواقع بين الوحدتين السكنيتين 17- 18 حيث ساهم النادي من خلال أعضائه في تركيب وتجهيز ومتابعة عمل الوحدات الحقلية العاملة في المركز: محطة المعالجة التجريبية الخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي للوحدة السكنية 18(المحطة الأم) ،منظومة التجويف الهيدروديناميكية الخاصة بمعالجة النفايات العضوية (بحث ماجستير للطالبة آلاء سعيد)، وحدة المعالجة التجريبية لمعالجة المياه في البيئة النهرية (بحث ماجستير للطالبة مروة معروف) وحدتي معالجة المياه البحرية لدراسة الجدوى من المعالجة الثالثية للمياه المصروفة إلى البحر (بحث ماجستير للطالبة لميس شعبان)، حوض عدس الماء للمعالجة الثالثية لمياه الصرف ومنظومة الري تحت السطحي الملحقة به (مشروع تخرج لطلاب السنة الخامسة هندسة بيئية) للطالبين محمد وعلي للعام الدراسي 2016-2017، تخمير مخلفات التقليم وقص المروج، كما يقوم النادي من خلال بعض أعضائه في مساعدة طالبة الماجستير سها عبد الكريم في تنفيذ الأعمال الحقلية المرتبطة بحفر آبار سطحية في المنطقة المحيطة بالسن، وذلك استكمالاً للعمل الذي نفذه النادي في البحيرة بالتعاون مع الموارد المائية، الذي هدف إلى قياس تراكيز المغذيات في مياه ينابيع البحيرة، كما أنه سيتم تنفيذ العديد من الأبحاث في الفترة المقبلة بعد زيارات ميدانية للمواقع واطلاعنا على مشاكلها منها: معالجة الرشاحة الناجمة عن عمليات الأسمدة في معمل فرز النفايات في وادي الهدة بطرطوس (بحث ماجستير للطالبة آلاء سليمان)، استخدام خلايا الوقود الميكروبية لطبقة الرواسب لتوليد الكهرباء ومعالجة المياه (بحث دكتوراه للطالب باسم منصور) إضافة إلى أبحاث تتعلق بتطوير وحدات المعالجة القائمة، وهنا أشار الدكتور حسين إلى تعاون فريق النادي وتآزرهم فقال: من يعمل في الأبحاث لديه رفاق من النادي يساعدونه ويدعمونه ويشكلون حافزاً له في الظروف الحالية الصعبة حيث استفحل الغلاء بكل شرايين حياتنا، فالجهاز الذي يعمل عليه الطالب يكلف بعضها مليون ليرة، وهنا يمكن أن يشارك بعض أعضاء النادي به كما يمكن للطالب الذي أنهى رسالة الماجستير مثلاً أن نأخذ بعض أجزاء الجهاز الذي استخدمه وتركيبها في جهاز آخر لطالب آخر نخفف عنه تكلفة الجهاز لأجل إكمال بحثه الذي يعود خيراً على الجامعة وغيرها من المؤسسات.
النشاطات المقررة في الفترة القادمة والتي تأتي بعد تجارب قام بها فريق النادي:
تطوير الجوانب المعرفية لأعضاء النادي بما يؤهلهم للتصدي إلى المشاريع البحثية الآنفة الذكر، القيام بزيارات علمية ميدانية إلى المواقع المعنية بالشأن البيئي، متابعة تشغيل وتطوير أبحاث الطلاب في مركز تقانات معالج المياه ومعالجة النفايات الصلبة، والسعي لتركيب محطة المعالجة الثانية المقدمة من الشركة العامة للبناء، بحيث يمكن معالجة مياه الصرف الصحي للوحدة السكنية 17، واستخدام المياه المعالجة في الري ودور ذلك في التقليل من كميات مياه الشرب المصروفة في الري، وتستفيد المدينة الجامعية من المشروع إذ إن محطة المعالجة البحثية هدفنا منها تعليم الطلاب كيف تتم معالجة المياه وما هو المخطط التكنولوجي لتركيبها؟ حيث نقوم يومياً بمعالجة ستة أمتار مكعبة من مياه الصرف الصحي لتسقى بها المروج التي بجانبها، كما أنه العام الفائت قام طلاب السنة الخامسة بأخذ كمية من المياه المعالجة لأجل مشروع تخرجهم الذي جاء في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بالري تحت السطحي وكان ناجحاً بزراعة أكليل الجبل وهنا قدمنا فائدة لطلاب السنة الخامسة وزودناهم بالخبرة كما كانت الفائدة للمدينة الجامعية بذات الوقت، الإدارة البيئية للنفايات العضوية الصلبة الناجمة عن بقايا التقليم والتعشيب في جامعة تشرين للحصول على السماد العضوي، تنظيم ورشة بيئية لطرح رؤى النادي والمبادرات التي سينفذها بالتعاون مع وزارة البيئة واليونيسيف، التنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة لتنفيذ مبادرة النادي المقدمة لوزارة البيئة بعنوان (ثلاثة مقابل ثلاثة) ونؤكد على تلبية الدعوات المرسلة من الهيئات والجمعيات البيئية المتعلقة بالنشاطات والفعاليات ذات الصبغة البيئية التطوعية.
واختتم حديثه قائلاً: شبابنا تملأهم طاقات بلا حدود وقدرات إبداعية يجب إحاطتها بالرعاية والاهتمام، وعلى الجامعة أن تستغلها وتطورها وتستنبت منها زرعاً خدمة للمجتمع والبيئة التي نعيش فيها، وطلابنا متميزون ولهم مكانة في البلد الذي يوفدون إليه ويعملون، فهم مبادرون ويحبون عمل الخير والعطاء وهي من الطاقات الإيجابية في الحياة وأهمها ولطالما لقوا منها الشكر والقبول في كل البلدان.