19 شركة تنقل 2300 مسافر يومياً إلى جميع المحافظات هل ترتقي خدمات مركز انطلاق البولمان في اللاذقية إلى المستوى المطلوب؟

العدد: 9330

9-4-2019

يحظى قطاع النقل باهتمام وعناية خاصة في كافة أنحاء العالم لارتباطه الوثيق بالمواطن وبالنمو الاقتصادي والتجاري، فهو بحد ذاته يشمل نطاقاً عريضاً من الخدمات ونظراً للأهمية الخدمية والاقتصادية لنشاط النقل ما بين المحافظات كان لابد من تأمين مراكز لانطلاق البولمانات وإقامة مكاتب ومنشآت خدمية شاملة لنماء هذا النشاط وخلق نظام مستدام يلبي متطلبات واحتياجات كافة شرائح المجتمع.

خدمات جيدة
وأمام هذا الواقع كان لابد من تسليط الضوء على واقع مركز انطلاق بولمانات اللاذقية الذي يقع على يمين شارع الحسيني بالقرب من الريجي فقد قصدنا الموقع وحاولنا قدر الإمكان أن نعبر عن الواقع الراهن للمركز وفق رؤية رشيدة ومتابعة حثيثة من كافة المواطنين والجهات.
بداية التقينا عدد من المسافرين لبيان رأيهم حول سير الأمور داخل مركز الانطلاق والخدمات المقدمة بما يسهل عملية التنقل بين المحافظات حيث حدثنا السيد علاء حواط: إن هذا المركز جيد وموقعه يخدم الكثير من المواطنين وهناك تنظيم في خطوط النقل وتقيد في مواعيد الانطلاق ولا نشعر بأي معاناة سوى بالحاجة لتحسين مدخل الكراج وإزالة كافة العوائق من سيارات تكسي أجرة وغيرها وعدم السماح للبولمانات بإنزال الركاب خارج نطاق الكراج كون ذلك يسبب أزمة مرورية وحوادث عدة، كون الشارع الرئيسي حيوي ويشهد مرور الكثير من السيارات والآليات والشاحنات الخارجة من المرفأ، حبذا لو يتم النظر بذلك والعمل لمنع نزول الركاب بشكل عشوائي من البولمانات.
وتساءل حواط: لماذا لا يوجد مكان مخصص لتكاسي الأجرة العامة والخاصة والتي يمكن عملها من مكتب خاص لنقل الركاب مطالباً بإدخال بعض التعديلات داخل حرم الكراج لأن وضعه على ما هو عليه منذ عهود.
وبدورها تحدثت السيدة منال حمادة: بأنها تسافر بشكل دائم على متن شركة الحسن لأن هذه الشركة تتقيد بمواعيد الانطلاق وكون باصاتها مريحة ولا توجد أي مشكلة من ناحية الضيافة والاستراحة خلال السفر فيها، أما بالنسبة للخدمات داخل المركز فهي جيدة والنظافة متوفرة بشكل عام ولكن المركز بحاجة إلى هندسة واعتناء أكثر ونوهت إلى غلاء أسعار تذاكر السفر متساءلة لماذا لا ينظر إلى هذا الموضوع من قبل الجهات المعنية.
وأمام هذا الواقع نقول بأن كل ما يتعلق من آلية تأمين الخدمات والأنشطة المرورية وتحسين المداخل والمخارج والمعدات الموجودة داخل الكراج من مكاتب صرف تذاكر والأرصفة الخاصة لوقوف البولمانات داخل المركز يقع على عاتق الجهات المختصة بذلك وهي متعددة.
رحلات يومية منظمة
قصدنا أحد مكاتب الشركات ضمن المركز وتحدثنا مع السيد خالد عبد الغني حكيم صاحب مكتب شركة الحسن الذي قال: تعتبر شركات النقل من أحد المرافق الهامة والحيوية التي تخدم قطاعاً كبيراً من شرائح المجتمع وخاصة ذوي الدخل المحدود وقد أنشئت هذه الشركات وفق قوانين اقتصادية وتجارية مساهمة بتحقيق بعد اجتماعي انعكست آثاره على تأمين خدمات نقل المواطنين من وإلى كافة محافظات القطر.
وتابع حكيم: البولمانات السياحية تعمل وفقاً للقوانين واللوائح المحددة لكل شركة وفروعها في المحافظات وهي ملزمة بالتأمين وتقديم الخدمات منذ صعود الركاب وحتى نزولهم والشركة معنية بأي شكوى مقدمة من الزبائن فهي تقوم بالمعالجة وفقاً للأصول القانونية كما أكد بأن الشركة تعمل على مدار الـ 24 ساعة وهي مستعدة لتقديم الخدمات السياحية ونقل المواطنين من اللاذقية إلى دمشق على أحدث البولمانات وهي تضبط كل مخالفة ترتكب من قبل السائقين التابعين لها، حيث تقوم بدراسة الشكوى وإجراء اللازم والعمل على الحد منها، وكما تلاحظون بأن واقع موقع المكتب في محافظة اللاذقية يقع ضمن مركز البولمانات ويعمل وفق رحلات يومية منظمة بمواعيد محددة، لافتاً إلى أن تأمين مواده من المحروقات يقع على عاتق النقابة، التي تقوم بتأمين مادة المازوت وفق مخصصات كل آلية، وحول عدد الرحلات اليومية لشركة الحسن قال بأنها تقدر بعشرين رحلة يومياً.
وفي قراءة هامة لشركة الأمير حدثنا السيد أنور حمادي صاحب المكتب:
تتولى الإدارة تأمين الرحلات اليومية من اللاذقية إلى حلب المقدرة عددها بخمس رحلات يومياً وحول أسعار التذاكر نوه بأن سعر التذكرة /3000/ ليرة لرجال الأعمال و/2500/ ليرة للعادي، والحجوزات تتم إما عن طريق الهاتف أو بالحضور شخصياً، مع إمكانية إلغاء الرحلة قبل نصف ساعة من موعد انطلاق الرحلة، وحول خدمات البنى التحتية والعامة لمركز الانطلاق أفاد بأن الخدمات جيدة ضمن المركز والجهات العامة تحقق الانضباط للآليات والعاملين بها وبضبط كافة المخالفات التي ترتكب ولا يوجد ما يعيق آلية العمل والنقل والخدمات.

نقل الطرود والحوالات
وبمتابعة الجولة قصدنا شركات أخرى ودخلنا مكتب شركة القدموس فتحدثنا مع السيد محمد كحيلة مسير الرحلات وقاطع التذاكر ضمن الشركة الذي قال إن شركة القدموس شركة مساهمة وقديمة وعريقة ولها باع طويل في النقل السياحي فهي تقدم وتسيّر خدماتها لكافة شرائح المجتمع وتقوم بالعمل وفق خطة وهي مؤمنة ضد كافة الأخطار، وأن زبائنها في ازدياد دائم كون شركة القدموس تعمل إلى كافة محافظات القطر، ثم حدثنا عن البرنامج العام لرحلات الشركة والمكون من: حمص من /20 -30/ رحلة أيام الأربعاء والخميس وأيام العطل، أما طرطوس فيبلغ عدد الرحل من /20 -25/ رحلة خلال أيام الأسبوع وتزيد إلى /30-40/ رحلة أيام العطل، و7 رحلات إلى دمشق يومياً ما عدا الجمعة 3 رحلات، ورحلة واحدة يومياً إلى السلمية ورحلة واحدة إلى حلب يومياً الساعة 5,30 ويوم الجمعة الساعة 6,30 صباحاً، وفي خضم الحديث نوه إلى أن شركة القدموس تقوم بخدمات كاملة وشاملة فهي تعمل أيضاً على نقل الطرود البريدية والحوالات المالية لكافة المحافظات.
خطة وزمن للرحلات
ثم تحدثنا مع السائق عبد الكريم هلال الذي كان مسافراً إلى دمشق فقال: نحن نعمل وفق جدول يتم وضعه من قبل الإدارة أو منظمي الرحلات وأنا كسائق بولمان أتقيد بالمواعيد وأسير وفقاً للخطة التي وضعت حيث نقدم أفضل الخدمات الجيدة للزبائن وتوفير الراحة والأمان في السير على الطرقات الدولية ليصل الراكب إلى مقصده بسلامة وأمان ولا يوجد أي شكوى سوى سوء الطرقات فهي بحاجة إلى صيانة.
وتابع هلال: تقوم الشركة بتزويدنا بكافة الخدمات ولكن لابد من وجود بعض المضايقات في الحافلات وتتم معالجتها إما بشكل فوري أو تقديم شكوى إلى الإدارة للمعالجة، فنحن لا نستطيع السير على مزاج بعض المواطنين أو الزبائن لأن هناك خطة ومدة زمنية نتقيد بها، أما بالنسبة للوقود لا مشكلة في تأمينه لوجود محطة وقود داخل المركز.
تنظيم ومراقبة القطاع الخدمي
وللتعريف بمدى تقديم وتسهيل الخدمات للمتعاملين في هذا المركز قصدنا مسؤول الخدمات السيد عماد شريتح وسألناه عن الضوابط والشروط ضمن مركز انطلاق البولمان الذي قال: إن العمل يتم وفق التوجيهات والوضع الراهن فنحن نقوم بالمتابعة المستمرة وفق أفضل الخدمات وحسب المتطلبات ونقوم بأداء المهام المناطة إلينا بما يهدف إلى تنظيم ومراقبة القطاع الخدمي في المركز، ونوه شريتح إلى أن مسؤولية المكتب تتوزع بالدخول والخروج والنظافة العامة وترحيل الأوساخ وجميع الخدمات المنوطة به بالتنسيق مع كافة الشركات والمكتب لإيلاء الاهتمام بالنظافة وعدم الرمي العشوائي والتقيد بالمواعيد الخاصة بذلك، أما بالنسبة للحمامات داخل المركز فهناك موظفة خاصة للإشراف على نظافة الحمامات، وأضاف بأن هناك شركة جديدة أعيد تفعيلها تحت مسمى(جيان) وهي تعمل على نقل الركاب إلى القامشلي والحسكة، أما ترحيل القمامة فيتم صباحاً ومساء للحفاظ على نظافة المركز، ولا يوجد أي شيء يعيق سير العملية الخدمية في المركز ونحن مستعدين لاستقبال أي شكوى لمعالجتها وفق الأصول القانونية.

خدمات نقابية
ثم توجهنا برفقة السيد عماد شريتح إلى نقابة النقل البري والتقينا السيد أحمد نجار رئيس النقابة الذي حدثنا عن آلية عمل النقابة فقال: تستهدف آلية عملنا تبسيط وتسريع الإجراءات لدخول وخروج الباصات وتجنب السائقين المسافرين والتعرض للمعوقات لدى قيادتهم للباصات والتزام كل مكتب أو شركة بعدد الباصات المخصصة لهم، والتزام أصحاب الشركات بمبيت آلياتهم في الكراجات، ونوه إلى أن كافة المكاتب والمحلات المتواجدة ضمن المركز مستأجرة وتابعة لمجلس بلدية اللاذقية، ونحن كنقابة نؤكد دائماً على أهمية وضرورة تطبيق التعليمات مؤكدين حرص النقابة على تجنب إحداث إرباك أو خلل في مركز الانطلاق.
وأشار إلى أن كل شركة لها عدد من الباصات ويبلغ عددها /19/ شركة ويقع على عاتقنا مسؤولية تنظيف الكراج أي خدمات الكراج بشكل عام وتنظيمه ونقل أمتعة الركاب.
وعن دور النقابة أفاد السيد نجار بأنه يكمن في حماية مصالح العمال والدفاع عنهم وتأمين مبيت للباصات وبتأمين المحروقات /المازوت/ للبولمانات عن طريق شركة سادكوب بما يسهم في تحقيق خدمات الشركات والمكاتب.
وأكد نجار: بأنه وفي ظل تحسين الأوضاع الأمنية فقد زادت أعداد الرحلات بشكل كبير من /45/ رحلة سابقاً إلى /80/ رحلة بشكل يومي، مؤكداً كثافة الحركة تزداد في أوقات المناسبات والأعياد مشيراً إلى أن هذه الكثافة لا تعيق حركة النقل وأنه يمكن طلب مؤازرة من الشركات الأخرى لإحضار بعض الباصات من المحافظات الأخرى عند الحاجة.
وأضاف نجار: إلى أن هناك لجنة من اختصاصها الإشراف العام على كافة المكاتب في حال وجود أي شكوى حيث يتم التنسيق مع رئيس قسم شرطة مراكز الانطلاق والتعاون لحل أي مشكلة إن وجدت، كما يوجد أيضاً التزام في توقيت الرحلات بشكل تام.

منع ظاهرة استجرار الركاب (الوش)
وبمتابعة الجولة قصدنا قسم مركز الانطلاق والتقينا العقيد أحمد إبراهيم رئيس القسم وسألناه عن مهام القسم فقال: من مهامه تأمين حراسة محيط الكراج بشكل تام وتنظيم الدخول والخروج بوجود عناصر شرطية مخصصة لذلك كما نقوم بتلقي كافة الشكاوى المقدمة لنا من الزبائن والقيام بمعالجتها وفقاً للأصول القانونية ونعمل على حلها وقمع المخالفات ومن مهامنا أيضاً مراقبة كافة الرحلات وتفتيش الأمتعة تفتيشاً دقيقاً وتنظيم المخالفات بحق المخالفين كما نقوم بتفتيش الأشخاص للحفاظ على السلامة العامة، بالإضافة إلى منع ظاهرة استجرار الركاب/الوش/ سواء من مدخل الكراج أو خارج الكراج.
وأضاف العقيد إبراهيم: هناك تنسيق كامل وشامل مع كافة الجهات من نقابة النقل البري وقسم مراكز الانطلاق والتعاون مع رئيس مجلس مدينة اللاذقية لتنظيم عمل المركز وتسيير أمور المواطنين وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على آلية عمل المركز والخدمات الميدانية وهذا أدى إلى قلة الشكاوى المقدمة من قبل كافة الجهات سواء كانت من أصحاب الشركات والمكاتب أو الأخوة المسافرين.
كما نوه العقيد إبراهيم إلى أن تأمين مادة المازوت يتم وفق المخصصات المقررة لكل آلية عن طريق فرع سادكوب على مدار الـ 24 ساعة من محطة موجودة داخل المركز.
كما بيّن العقيد إبراهيم بأن المعدل الوسطي للمسافرين إلى جميع أنحاء القطر من بداية هذا العام بلغ /2300/ راكب يومياً أي ما يعادل /69/ ألف راكب شهرياً وعدد الرحل تتراوح ما بين /55-60/ رحلة يومياً.
أخيراً
لعلنا في تقديم هذه المادة أن نكون قد حددنا الملامح الخاصة بمركز انطلاق البولمانات في مدينة اللاذقية، وتحديد المسؤوليات العامة لكل جهة لأن الالتزام بمواصفات النقل البري للركاب ضروري جداً لضمان سلامة الركاب، آخذين بعين الاعتبار كافة الإجراءات القانونية والأنظمة في مجال النقل البري ووضع الشروط والإجراءات اللازمة لتنظيم هذا القطاع تنظيماً حضارياً وردع المخالفين للمحافظة على نقل منظم وآمن للركاب من اللاذقية وإليها.

بثينة منى – يسرا أحمد