المونة إنجاز في هذا الزمن ..

الوحدة 16-9-2022

كانت عادات وتقاليد، والآن أصبحت حاجة ضرورية في ظل الظرف الاقتصادي العاصف بنا، هي (المونة ) من بقوليات وخضار ومربيات، والتي اعتاد أغلبية الناس على تخزينها في موسمها لانخفاض سعرها، وكانت المنافسة بين النسوة بين من تتقن ومن تتفنن أكثر ، كما كان لها طابع من الفرح والسعادة والتعاون ، وكأنها مهرجان شعبي يشارك فيه الأب والزوجة والأولاد ويمتد ليشمل الجارة والأقارب.

وقيل فيه العديد من الامثال منها ( المونة بدها ركونة مو مرا مجنونة )، وقيل في الأغنية الشهيرة للفنان دريد لحام، فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة .. يوم كان للمونة غرفة مخصصة لها ، ومع الزمن أصبحت السقيفة، والآن اختصرت لتكون خزانة بسيطة في المطبخ ، لضعف الحالة الاقتصادية وغياب الكهرباء شبه الكامل والذي يزداد في فصل الشتاء. جالت.

“الوحدة” على الأسواق ورصدت بعض الأسعار، ومن ثم التقت بسيدات تحدثن عن المونة وطرقها، في السوق كيلو الملوخية اليابس ٣٠ الف ليرة والبرغل الأسمر بين ٤٥٠٠ + ٦٠٠٠ل.س، أما البرغل الأبيض سعر الكيلو ٥٥٠٠ ل.س، أو أقل بألف ليرة وكذلك الأمر للحنطة، أما ورق العنب فوصل سعر الكيلو منه إلى ما يزيد عن ٦٠٠٠، أما الآن السعر٥٠٠٠ ، والبامياء ٥٠٠٠ ، أما للمكدوس فكان سعر الجوز ٤٠ ألفاً والفليفلة مابين ٣٥٠٠ و٥٠٠٠ ، ودبس الفليفلة مابين ١١ ألف ليرة و١٨ ألف ليرة، والباذنجان بين ١٠٠٠ و١٥٠٠ ، وسعر ليتر زيت الزيتون ١٤٥٠٠ ، والذي انخفض سعره أمام زيت القلي، وأخيراً البندورة سعرها حسب جودتها بين ١٠٠٠ و٢٠٠٠ل.س.

أما سيدات بيوت فأكدن “للوحدة” أن تأمين المونة يتم بشق النفس، وكل عام أقسى من قبله، وتقول السيدة هيام الموظفة منذ ٢٥ عاماً: إن كميات المونة مقننة لأنها لا تكفي سنة كاملة، وصديقتها زينب تقول: إنهن يحسبن ألف حساب لموعد المونة وتشتركن بجمعية أقمنها بين الزملاء،. حيث تحرص أن يكون دورها مع موعد المونة أو قبل وبذلك تكون قد قسطت تكاليفها على مدى أشهر.

والسيدة نجوى تقول: حالي كحال الأغلبية، اعتمدنا أسلوب التجفيف مثل البازيلاء وكان السعر جداً مرتفع يزيد عن ٣٥٠٠، والفول كان سعره ٢٥٠٠، رغم الصعوبة بالتجفيف لأن الرطوبة عالية، أما وفاء فتقول: لا الجيب يسمح ولا الكهرباء، المونة كانت توفر الوقت والجهد للمرأة خاصة العاملة. واليوم اختصرت المونة على عصير البندورة، بعد أن تقوم بطحن حبات البندورة وتضيف الملح الخشن مع غليه لنحو عشر دقائق على النار، ومن ثم تسكب على الفور في مرطبانات بإضافة القليل جداً من الزيت على الوجه، والأهم هو إغلاق المرطبان بإحكام لمنع دخول الهواء وبهذه الطريقة تبقى المونة أكثر من عام، وتتابع: أقوم بتجهيز القليل من المكدوس. أما الزيتون فهو من إنتاج أرضنا. أما ريم فتقول: أبنائي صغار ولا يرغبون بالمكدوس، والحمد لله مونتي مختصرة على ورق العنب الذي أحفظه بالماء والملح والملوخية والبندورة ، أما السيدة سهام فتحن لأيام العزوبية حين كان تجهيز المونة عيد في البيت، الكل يشارك فيه وغالباً ما ينتهي المطاف بالشواء.

أما اليوم، فالبيوت صغيرة والأمور المادية عصيبة، لذا بالكاد قامت بتجهيز الأولاد للمدارس.

ربى مقصود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار