الوحدة: 13-9-2022
لم يثنه فقدان بصره عن المضي قدماً للوصول إلى أهدافه في التفوق والوصول إلى مراتب علمية متقدمة، فإعاقته لم تمثل إشكالاً، وإنما كانت حافزاً للتفوق. فراس أسامة حمدان حاصل على المجموع في الشهادة الثانوية العامة للفرع الأدبي 2637 من2800.
التقيناه ليحدثنا عن تفوقه رغم إعاقته: أعاني منذ ولادتي من مرض الزرق ( ارتفاع في ضغط العين )، أدى إلى ضعف شديد بالبصر، وقد فقدت عيني اليمنى في سن التاسعة، وبقي اعتمادي على العين اليسرى فقط والرؤية بها ضعيف جداً، ولكن لم يقف مرضي عقبة في طريقي، بالإضافة إلى أن عائلتي وأصدقائي لم يشعروني باختلاف عنهم.
بالنسبة لرحلتي الدراسية تلقيت في المرحلة الابتدائية دعماً من معلماتي اللواتي قدّمنَ كل ما في وسعهن من أجل إيصال المعلومة بطريقة واضحة. أما في المرحلة الإعدادية، فكان الجو التنافسي حافزاً لي على الدراسة.
وتابع فراس قائلاً: بالنسبة للدراسة في الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي، فكانت والدتي تقوم بقراءة الدروس لي لكي أحفظها بالإضافة إلى مبادرة ضوء ( وهي مبادرة موجودة على اليوتيوب، يقوم بها متطوعون لمساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة للذين يعانون من مشاكل بصرية يقومون بقراءة الدروس من خلال نوط لمدرسين مختصين).
كان برنامج دراستي في الشهادة الثانوية يعتمد على تنظيم الوقت، وتوزيع الدروس على ساعات اليوم، وقد وضعت جدولاً زمنياً تنازلياً حتى نهاية الامتحان ليساعدني على خطة الدراسة.
وبعد حصولي على المركز الرابع بالنسبة لمحافظة اللاذقية للفرع الأدبي والخامس عشر على مستوى القطر.
طموحي للمستقبل هو إكمال دراستي الجامعية في كلية الحقوق ومتابعة الدراسات العليا.
وأرجو أن أقدّم بعلمي وشخصيتي صورة جيدة للمجتمع عن ذوي الهمم ( ذوي الاحتياجات الخاصة ).
وفي النهاية أقول لأي طالب يريد التفوق: مهما كانت الظروف صعبة من حوله أن يعلم أن الطريق إلى النجاح مهمته هو وحده. وأشكر كل من علمني حرفاً في مراحلي المدرسية المختلفة وجميع الإداريين في المدراس التي تعلمت فيها لاهتمامهم الراقي والجميل.
نور محمّد حاتم