الوحدة:11-9-2022
انعدام النقل العام خاصة أيام العطل الرسمية يشكّل هاجساً حقيقياً لمن حتّمت عليهم الظروف أن يضعوا بحسبانهم زيارة معينة إلى الحيازات الزراعية وخاصة إن كانت أراضي زيتون بحاجة إلى عناية مستمرّة بقصد تنظيفها وتهيئتها استعداداً لموسم القِطاف، حيث تكمن المفاجأة بغياب شبه كامل لسيارات النقل (السرافيس)، لكن هذا الوضع البائس بدّد بعض مفاعيله أُناس طيبون يمتلكون الكثير من الأخلاق الأصيلة النبيلة، سواء كانوا على متن سيارة خاصّة أو مركبة تخصّ إحدى المؤسسات الحكومية .. وقد تم رصد عدّة حالات على موقف قيادة القوى البحرية (المكتظ) عند تجمّع عدد من منتظري سيارات السرافيس على هذا الخط، باستثناء عدد قليل من سرافيس سقوبين المُتخم بالرؤوس قبل الوصول إلى الموقف المذكور، وعلى هذا الموقف ظهرت حالات أخلاقية وإنسانية عند توقّف بعض السيارات وكذلك الدرّاجات النارية والقيام بإيصال ممن يرغب على طريقهم، وهذه الحالات تكرّرت عبر سيارات خاصّة وكذلك سيارات نقل صغيرة (سوزوكي) وشقيقتها الكبيرة الخاصّة ببعض الدوائر الرسمية ، حيث لاقت هذه المبادرة استحسان المتواجدين وامتنانهم لهذا التصرّف الذي يؤكد أن بذرة الخير لا زالت تسري بدماء وعقول الكثيرين مهما عظُمت المآسي وتشعّبت نتيجة الوضع الاقتصادي الضاغط على الجميع وخاصة إزاء التنقّل .. فهل تكون هذه الظاهرة فاتحة خير على جميع الطرقات من حيث إغاثة ما أمكن من المنتظرين، وخاصّة أن هناك نسبة كبيرة من العمّال المناوبين وأفراد الجيش أيام العطل الرسمية هي موعد طبيعي لاستراحتهم بين عوائلهم، والقيام بإسعافهم عن الطرقات هو شرف عظيم وهو واجب على الجميع مهما كانت الظروف .. كبرياء هؤلاء عظيم لا تنتظروا إشارتهم لتتوقّفوا.
سليمان حسين