قريباً .. مونة الزيتون تقرع الجيوب

الوحدة : 8-9-2022

أيام قليلة ويبدأ الأخضر الّلذيذ بافتراش الأسواق والمحال التجارية، زيتون المونة وتسمياته الكثيرة، كل منطقة تمتاز بنوع فاخر من الزيتون وشقيقه الأسود (العطّون)، لكن في المناطق الساحلية يتفرّد نوع الخضيري أو كما يسميه أهالي طرطوس (النويقري) بجودته ولذّة طعمه كمونة تصلح لجميع الوجبات إضافة إلى الكثير من الفوائد التي يتمتّع بها الزيتون .. وبعيداً عن كل هذه المعطيات المتداولة، هل سيتمكّن الجميع من تحضير زيتون المونة في ظل الارتفاعات السعرية التي تلاحق جميع المواد الغذائية بنت بيئتنا؟ مع العلم أن موسم الزيتون هذا العام يعدّ جيداً من ناحية الحمل والجودة رغم تعرّض شجرته كغيرها من الأشجار المثمرة لمقتلة هوجاء أتت على الكثير من أشجاره وغصونه التي تحمل أثقالاً مضاعفة من تلك الحبّة المباركة .. الأمل معقود على مزارعي الزيتون ومتداولي تجارته بأن يحذو حذو مادة الثوم حيث كانت أسعاره هذا العام منطقية جداً فتمكّن الجميع من تموينه بدون ضغوط كبيرة، فهل ستزول الديباجة المعتادة التي تبرّر ارتفاع الأسعار كصعوبة النقل والوقود والقِطاف وتنقّله من تاجر إلى آخر وغير ذلك؟، أم أن للتموين والسورية للتجارة كلاماً آخر من حيث التصرّف بجدية وحزم، عبر التعامل مع المزارعين مباشرة وتحديد أسعار منطقية تتناسب وموسمه الوفير وجيوب المواطنين المتهالكة والقيام ببيعه من خلال الصالات ومراقبة الأسواق ليتسنى للجميع اقتناء مونته المنقذة وقت الشدّة، فالزيتون عبر العصور هو ملجأ الفقراء وهو درع الموائد الدائم لأيام الشتاء وقساوة تفاصيله على الجميع .. (لكن)!! هل الكلام الأخير الكبير عن تصدير عصيره الفريد سيوثر على مجريات تجارة الزيتون والزيت، وبالتالي قيام المزارعين بالبحث عن ربح جيّد وعدم بيع حبّاته في الأسواق المحلية والاعتماد على عمليات العصر تحضيراً للتصدير، وهنا تقع الواقعة غير المنتظرة بتفريغ الأسواق من تداول تجارته وبالتالي ترتفع قيمة حبّته وصفيحته كذلك.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار