20 حالة تسمم من الأسماك يومياً

الوحدة : 7-9-2022

طالعنا أول أمس خبراً نقلاً عن مديرية صحة اللاذقية حول دخول العديد من المواطنين إلى المشفى (15- 20 شخص يومياً) بحالة تسمم.

وذكرت الدكتورة سهام مخول مدير المشفى: لدى سؤال المرضى عن آخر وجبة تناولوها كان الجواب هو أكلة سمك من الباعة الجوالين أو من محلات تعرض السمك مكشوفاً وبدون تبريد. بعضهم شفي بالمعالجة لكن رجل ستيني توفي أول أمس نتيجة صدمة تسممية شديدة.

و توجهنا بالسؤال إلى الدكتور أديب سعد المتخصص في علوم البحار ورئيس الجمعية السورية لحماية البيئة البحرية للحصول على تفسير علمي لهذه الحالة فأوضح: إن هذا ما يسمى بالتسمم الهستاميني أو التسمم السكومبرئيدي( لأن أسماك السقمبري وأفراد عائلتها تعد مصدر كبيرا لهذا التسمم). وإن درجة الحرارة وطول فترة الحفظ، بالإضافة إلى نوع البكتيريا الموجودة تعتبر العوامل المحددة لكميات الهستامين المنتجة، فكلما ارتفعت درجة حرارة الحفظ واقتربت من درجة حرارة الغرفة مع الاطراد في طول فترة الحفظ ازدادت تراكيز الهستامين.

ولا يقتصر سبب التسمم السكمبرويدي على تناول الأسماك السابق ذكرها طازجة، فمعلباتها يمكن أن تسبب التسمم إذا ما صنعت من لحوم أسماك كانت تحتوي أصلاً على الهستامين نتيجة لنمو البكتيريا قبل التعليب. فللهستامين مقاومة عالية للحرارة، ويمكن أن يبقى فعالاً بعد المعاملات الحرارية المستعملة في التعليب، وهذا الأمر يفسر حوادث التسمم المتعددة من معلبات التونا (البلاميدا) والماكريل ( السكمبري) والسردين في مناطق مختلفة من العالم.

نعم إن سبب هذه التسمم هو تناول أسماك غير مبردة وغير محفوظة كما يجب أصولاً بعد صيدها. وبهدف مساعدة الجهات المعنية في توعية المواطنين المستهلكين للأسماك والتداول السليم لها.

وضمن إطار وضع نتائج الأبحاث العلمية التي تنفذ في الجامعات في متناول الجمهور، فقد نشرنا منذ سنة ونصف كتاب أطلس حول الأسماك السامة وخصصنا فصلاً كاملاً حو التسمم الهستاميني: أسبابه، أعراضه، كيفية المعالجة والوقاية، وتم وضع الأطلس على نافذة البحوث الدولية مع رابط الموقع على صفحات الفيس بوك للجمعية السورية لحماية البيئة المائية وصفحة المؤلف وعدة صفحات أخرى شاركتها لكي تكون معلومات هذا الكتاب مجاناً للجميع، مع صور لأهم الأسماك التي تسبب هذا التسمم. ولو اطلع عليها المستهلك قبل شرائه السمك لما أصابته حالات التسمم هذه. وهذا جل ما يمكننا فعله كباحثين في الجامعة ووضع نتائج الأبحاث مجاناً في متناول الجمهور.

ونقترح أن يقوم المعلمون والمدرسون وطلاب كليات الطب والصيدلة والتمريض وحتى رجال الدين بالاطلاع على فصل التسمم الهستاميني في الأطلس المذكور للاستفادة منه أولاً، ومن ثم تقديم شرح موجز للطلاب والتلاميذ في الجامعات والمدارس الثانوية والإعدادية والابتدائبة ومرتادي المساجد والكنائس حول كيفية التداول السليم للأسماك وتجنب التسمم بها.

هلال لالا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار