الوحدة:25-7-2024
هكذا.. على طريق عام اللاذقية – مشقيتا، قرب مفرق برنة تحديداً، بدون تدخلات بشرية نمت هذه الأعشاب واحتلّت المكان وهذا حقّها، لأن البقاء للأقوى على الأرض، وهذا المكان فَقَد شرعيته بعد هجرانه.
الآن أصبحت الطبيعة تعرف الكثير عن طِباع بني البشر، فهذا الموقف كان في السابق يسمع من الواقفين كل شيء، صحيح أنه مكان للانتظار، لكنه انتظار إيجابي، كانت الحياة تنطق من حوله على مدار اليوم، في أي وقت كان هناك حركة وطاقة ونشاط، حتى في أوقات الّليل، لكن اليوم هذا الهيكل بات مهجوراً حزيناً لا يزوره أحد، وجوده وعدمه على حد سواء، والبُكاء على أطلاله لا نفع له، فقد سيطرت الغُربة والبعد على الكثير من الأشياء، وتناثر الضجيج وصخبه العالي، ليصبح المكان مبيتاً لكلب بري أو ثعلب مارق، ويبقى هذا المشهد ذكرى تنتظر عودة الأيام الجميلة.
سليمان حسين