الوحدة :5-9-2022
.. من المؤكد أنك صادفت الشّاي الأخضر والشّاي الأسود، وكذلك سمعت عن الشّاي الأبيض، ولكن ما يميّز الشّاي الأزرق عن الأنواع السابقة هو أنّه خالٍ من الكافيين. يُصنع الشّاي الأزرق “Blue tea”، من أزهار فراشة البازلاء الزّرقاء “Blue Butterfly Pea Flowers”؛ “أزهار البسلة”؛ ويُسمّى سليتوريا تيرناتي “Clitoria ternatea”، حيث سمّي على اسم لونه اللازوردي الجميل، الذي استخدم لعدّة قرون في جنوب شرق آسيا، وغالباً ما يُخلط بينه وبين الشّاي الصينيّ الأسود وهو خليط بين الشّاي الأسود والأخضر، ويتأكسد جزئيّاً أثناء عمليّة الإنتاج لإضفاء طعمه المميّز. وقد يكون الشّاي الأخضر هو الأكثر شعبيّة في الوقت الحاليّ، على الرغم من أنّ التعود عليه يستغرق بعض الوقت، بسبب مذاقه المرّ، ولكن الشّاي الأزرق الزّهري له نكهة حلوة وترابيّة، فهو ينعش الدّماغ ويساعد على إبقائك نشيطاً وسعيداً طوال اليوم، وذلك بحسب ما ذكرته مواقع صحيّة.. أشارت الدراسات الحديثة، إلى أنّ الشّاي الأزرق “شاي أزهار فراشة البازلاء الزّرقاء” يتميّز بمزايا وفوائد صحيّة لا تُعد ولا تُحصى، وسنذكر أهم مزاياه: يحتوي الشّاي الأزرق، على عناصر مهمّة تزيد من فعاليته على صحة الجسم، فهو يعد مصدراً غنيّاً لمضادات الأكسدة الأوليّة القويّة المعزّزة للصحة، منها بروانثوسيانيدينس “proanthocyanidins”، التي تعزّز دفاعات الجسم الطبيعيّة على حماية وإصلاح التلف الخلويّ الناتج عن الجذور الحرّة المتراكمة.
وأوضحت الدراسة، إلى أنّ هذا الشّاي، تحتوي على مركبات كيماويّة ذات تأثير مقاوم للأمراض وأبرز هذه المركبات هي: تاركسيرول، وتاراكسيرون، وتري تربينويد “terpenoids”، ومادة الأنثوسيانين “Anthocyanin”، ومادة القلويد، ومركبات الفلافونويد “flavonoids”، وغيرها من المواد الصحيّة، وكلها مواد كيميائيّة فعّالة لها آثارها البيولوجيّة تُسهم بخصائصها الطبيّة المضادّة للهيستامين والالتهابات، والمضادّة للجذور الحرّة، والمضادّة للأكسدة، والمدمّرة للميكروبات والبكتيريا، والكابحة للسرطان، حيث يبطّئ نمو الخلايا السرطانيّة ويُحطّمها دون الأضرار بالخلايا السليمة. إضافةً إلى أنّها تساعد على تعزيز جهاز المناعة ضدّ الأمراض المختلفة. وقد وجدت الدراسة، أنّ الشّاي الأزرق، يزيد من مستوى النّاقل العصبيّ، “الأستيل كولين، Acetylcholine” بــ الدّماغ؛ ويُعرف الأستيل كولين بأنه أحد المواد الكيميائيّة في الدّماغ وهي مادّة يتوقف الدّماغ عن إنتاجها مع تقدّم السنّ.. ويسهم الأستيل كولين في تسهيل التّواصل داخل الدّماغ نفسه، فيُعزّز وظيفة الدّماغ والمخ، وينشّط الذّاكرة والقدرة على التّركيز، ويقي من مرض الزّهايمر والخرف. ووفقاً للدراسات الصحيّة، يعمل الشّاي الأزرق كمضاد للاكتئاب، حيث يساعد على تخفيف الإجهاد النفسيّ والتوتّر، وتحسين الحالة المزاجيّة، ما يجعله علاجاً طبيعياً للإرهاق، خاصة عند تناوله مع الليمون. وتُسهم خصائص هذا الشّاي، المضادّة للالتهابات في علاج فعّال لالتهابات الجهاز التنفسيّ وأمراض نزلات البرد الشّديدة.. وتساعد في خفض الحمّى عن طريق توسيع الأوعية الدمويّة تحت الجلد مباشرة، وهذا من شأنه أن يمكّن الهواء من تبريد الدم بسهولة أكبر. كما تُسهم في ضبط مستويات الدّهون الثلاثيّة ومستوى الكوليسترول في الدّم، وتُعالج المشكلات الجلديّة، وتُعزّز صحّة العظام والأسنان.. وتُحافظ على معدّلات ضغط الدم ضمن مستوياتها الطبيعيّة.. وتدعم صحّة القلب والأوعية الدمويّة.. وهي بآنٍ معاً، تُنظّم معدلات السكّر في الدم، حيث أنّ تناول كوب من الشّاي الأزرق بانتظام يمنع استهلاك الجلوكوز من النّظام الغذائيّ، ويقلّل مستوى السكّر في الدم، وتعمل مضادّات الأكسدة الموجودة بداخله على خفض مخاطر العدوى المحتملة لدى مرضى السكريّ. وتُحسّن عمليّة التّمثيل الغذائيّ (الأيض) للجسم، ويُعيد الإنسان إلى نشاطه وحيويّته وذلك بعد الإجهاد الجسديّ والعقليّ والفكريّ.. وتساعد في فقدان وزن الماء لأن الشّاي مشروب طبيعيّ مدرّ للبول. وتُسهم في تعزيز صحة بشرتك حيث تبطئ من آثار شيخوخة الجلد نظراً لاحتوائه على مواد مضادّة للجلايكيشن “Glycation”. وتحفّز مركبات الفلافونويد “flavonoids”، إنتاج الكولاجين الطبيعيّ “Collagen”، ممّا يساعد على تطوير مرونة الجلد والحفاظ عليها. وبدعم من مادة الأنثوسيانين “Anthocyanin”، الموجودة في الشّاي الأزرق، تزيد تدفّق الدم “الدورة الدمويّة” في فروة الرأس، وتساعد في تقوية بصيلات الشّعر من الدّاخل.. وغيرها من الخصائص المتعدّدة.. وهي أكثر من أن نكتب عنها سطوراً.. يُحضّر الشّاي الأزرق مثل أيّ شاي آخر تقريباً، حيث يُوضع ملعقة ونصف الملعقة من بتلات زهرة البازلاء الزرقاء، في كوب من الماء المغليّ ويُترك لمدة “خمس دقائق”، قبل شربه ساخناً أو بارداً. كما يُنصح خبراء التّغذية العلاجيّة بشربه، قبل أو بعد تناول الوجبات الرئيسيّة نحو ساعة ليزيد من فائدته الصحيّة على الجسم. كما أنّه من الممكن أن يُضيف إلى الشّاي الأزرق، العسل أو الليمون وغيرهما وذلك لتعزيز النكهة، مع العلم بأن لون الشّاي قد يتغيّر مع وضع الإضافات، وهو أمر طبيعيّ. الشّاي آمن عادةً عند تناوله كمشروب بكميات معقولة وباعتدال، نظراً لاحتوائه على نسبة معتدلة من الكافيين ومحتوى منخفض من السكّر. كما لم يُثبت حتى الآن وجود أيّ آثار جانبيّة لشربه، إلا أنّ بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة في المعدة قد يعانون الغثيان أو الإسهال عند الإفراط في شرب الشّاي الأزرق، كما يُنصح للنساء الحوامل، والمرضعات عدم تناول الشّاي الأزرق إلا بعد استشارة الطبيب.
إعداد : سها أحمد علي