العدد: 9329
8-4-2019
لا تخلو معاملات بعض الناس من القسوة والبعد عن الإنسانية .
منذر فتى قروي نال شهادة البكالوريا دون مساعدة من أحد بل حتى من دون كتب، فقره لم يساعده على الالتحاق بالجامعة رغم ان علاماته كانت جيدة، فغدا إنسان من غير طموح
سُحب إلى الجيش . . وهناك وجد العجب فرفاقه يزارون من أهاليهم الذين يبعثون لهم المال وكل ما يحتاجون من مأكولات وأشياء أخرى خاصةً أن بعضهم من العائلات الثرية، إلا هو المنطوي على نفسه الذي لا يسأل عنه أحد ولا يبعث له أحد شيئاً ولا يفكر احد حتى بزيارته
أغلب رفاقه معهم موبايلات يتصلون بأهاليهم ويطمئنونهم عن أحوالهم في كل يوم إلا هو فأصابه مرض نفسي أثرّ على سلوكه وعلى حياته.
فصرفوه من الجيش وعاد إلى أهله، وبعد عدة أشهر تحسنّت أحواله النفسية وزوجوه من فتاة ليست من القرية.
الجميع يعرفون أنه مريض وأن أحواله النفسية سيئة وأغلبهم صار يستهزأ به ليتفاجأ بأن عمه أخو والده المتزوج باثنتين قد دخل على زوجته أثناء غيابه واعتدى عليها فطلقها ولزم الصمت لأنه عمه ولأنه لا يقوى على مجابهته.
تعبه النفسي ازداد وأثرّ على حياته ولأنه لا يعمل تبرع أحد أهل الخير ووظفه في البلدية فصار عامل نظافة.
كان ينام في بيت أبيه إلا أن والده توفي وتزوج أخوه الأصغر فسكن هو وزوجته البيت، لم يبق لمنذر مكان يؤوي إليه حتى أمسى عندما يعود في آخر الليل إلى البيت لا يُفتح له الباب فينام قرب الجدار في العراء دون غطاء دون أن يجد قلباً يتوجع عليه علماً أنه الوحيد من بين إخوته الذي حصل على شهادة البكالوريا
طلب ذات يوم من زوجة أخيه طعاماً فرمت له بقطعة خبز من النافذة فتركها وذهب
إنه أخوهم .. . ولكن قلوبهم خلت من الرحمة
عجبا كيف تذوب الشفقة والرحمة من قلوب الناس ومن أين يأتون بالظلم؟ .
لا أدري كيف يضمحل الضمير الإنساني لتزداد العلاقات سوءاً حتى بتنا نخاف الإنسان الذي غدا من أخطر المخلوقات على وجه الأرض.
وهنا أذكر قول الشاعر:
قاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر
وحيدة منى