رأس ابن هاني ” في رسالة ماجستير  

الوحدة : 2-9-2022

نوقشت في جامعة تشرين/كلية الآداب والعلوم الإنسانية -قسم التاريخ/ رسالة ماجستير لطالبة الدراسات العليا “هلا جمال حماده ” بعنوان: “رأس ابن هاني المدينة الأوجاريتية الجديدة ( دراسة تاريخية من خلال الوثائق المكتشفة )،

و ذلك بإشراف: د . “شيرين رعوان”.

و بعد المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: د .”حسان إسحاق” و د .”شيرين رعوان” و د .”بسام جاموس”، وبموجب المداولة منحت “هلا حماده” درجة الماجستير بدرجة امتياز .

 في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في الرسالة من معلومات و مكتشفات.

جاء في البحث أن :

تاريخ سورية القديم و الساحل السوري بشكل خاص، كان و ما يزال يثير اهتماماً كبيراً لدى الباحثين الجغرافيين و الأثريين و ذلك نظراً لموقعه الاستراتيجي على شاطئ البحر المتوسط، و قد تميز بخلجانه و رؤوسه وموانئه . أسهم ذلك في توفير كل سبل الاستقرار للإنسان في هذه المنطقة منذ فترة ما قبل التاريخ و حتى وقتنا الحاضر.

سكنه الكنعانيون و أسسوا محطات تجارية لهم و للسفن القادمة من العالم الإيجي و مصر و آسيا الصغرى.

قامت عليه أعرق الحضارات القديمة و لا سيما مملكة أوجاريت (رأس شمرا) التي امتد نفوذها من الجبل الأقرع شمالاً حتى نهر السن جنوباً (حيث مملكة سيانو)، ضمت مدناً و تلالاً هامة كان أبرزها تل سيانو، تل سوكاس، تل رأس البسيط و تل رأس ابن هاني (المدينة الأوجاريتية الجديدة).

يعد تل رأس ابن هاني وجهاً جديداً متمماً لمملكة أوجاريت و يكاد لا يقل عنها أهمية، يقع على بعد حوالي ١٠ كم شمالي مدينة اللاذقية مقابل فندق الميريديان الحالي، وعلى بعد ه كم جنوبي غربي رأس شمرا، أسس هذه المدينة الملك الأوجاريتي عمشتمرو الثاني (أغلب الظن) وأنشأ فيها قصرين : القصر الجنوبي كان للملك، و لكن كان أثاثه فقيراً و ذلك إما لأنه تم نقله، أو دمر و أحرق عند غزوه من قبل شعوب البحر. أما القصر الشمالي فقد كان مقراً للملكة الأم (أخت ميلكو) و هي زوجة الملك الأوجاريتي نقميبا الذي حكم حوالي ١٣٣٠ – ١٢٦٠ ق.م و أم الملك عمشتمرو الثاني ١٢٦٠ – ١٢٣٠ ق. م تشرف فيه على كل الأمور الاقتصادية و الإدارية و السياسية، ولها علاقاتها الدبلوماسية مع الممالك المجاورة.

و قد ضم هذا القصر مكاتب للإدارة الملكية ، حيث احتوت رقماً طينية حوال ١٨٠ نصاً تحمل كتابات مسمارية متنوعة أكثرها محرر باللغة الأوجاريتية و الكتابة الأبجدية، ولكن في بعض الحالات بالبابلية المقطعية، وهي تتضمن رسائل و قوائم قرابين دينية و نصوصاً طبية سحرية وسجلات إدارية عمقت معرفتنا في تاريخ مملكة أوجاريت ، وهي تعد الوحيدة من نوعها خارج العاصمة أوجاريت.

و قد ضم القصر عدداً من غرف المحترفات، أهمها ماكان مكرساً لصب سبائك النحاس على شكل “جلد ثور” إضافة إلى غرف للصناعات العاجية و الخزفية ، وكذلك الأختام التي تم اكتشافها، كان أهمها ختم الملك عمشتمرو الثاني الذي يوفر لنا اسم أول ملك في مدينة ابن هاني، و كنز الحلي الذي عثر عليه في إحدى غرف الحمامات في القصر، و في هذا القصر خصائص لافتة للنظر من ناحية تنظيم مخططه و الحركة فيه.

تنقب فيه بعثة أثرية مشتركة سورية فرنسية منذ عام ١٩٧٥ و حتى وقتنا الحاضر.

توالت على هذا التل سلسلة من السويات الأثرية النادرة خصوصاً سوية العصر الحديدي، حيث أعيد الإستيطان فيه من قبل شعوب البحر عام ١١٨٧ ق. م ، تلتها سوية العصر الهلنستي، و من ثم الروماني – البيزنطي.

وبالتالي امتدت فترة الحياة في المدينة من القرن الرابع عشر ق. م حتى القرن السادس ميلادي.

 

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار