العـــــدد 9329
الإثنـــــين 8 نيســـــان 2019
في طرطوس، توقع الأسوأ دوماً، كمواطن بسيط لا يركب سيارته الخاصة بل يسير في الشوارع على قدميه, ويستخدم وسائط النقل العامة..
في طرطوس، وأنت تسير على الرصيف البحري مع جمع غفير من المتنزهين مساء يوم خميس، يعني بداية عطلة أسبوعية، يمكن أن تسمع صوت سيارة إسعاف تخترق الجموع, وهي تسير على ذات الرصيف, والكل يعرف كم هو طويل وعريض الشارع أمام الكورنيش البحري!
على ذات الرصيف قد يمرّ سائق مغوار يمتطي دراجته النارية ويدوس البنزين، وكأن البطاقة السحرية لم تأت بمفعول! الكل يبكي قلة البنزين إلا أصحاب الدراجات النارية الذين يستعرضون مهاراتهم أمام الصبايا وبين السيارات..
صبيحة يوم الجمعة معظم سيارات الخدمة – السرافيس – في إجازة، يمرون بك وتشير إليهم بيدك، ولا حياة لمن تنادي، السيارات فارغة إلا من ركاب خاصين, وفي الأيام الأخرى تستخدم معظمها لإيصال الطلاب من وإلى المدارس الخاصة والمعاهد، وسرافيس العريض مثالاً وقدوة..
في الكراج الشمالي يعاد المشهد تماماً، قلة في الخدمة.. فاليوم عطلة!
مسألة تحتاج إلى حلّ, وتحرك جدي من أصحاب الحل في المحافظة، فإلزام السائقين بالعمل واجب, ومتابعتهم أيضاً، والالتزام بالخط المرسوم, وإعادة رسم الخطوط بما يتناسب مع الركاب والسائقين على السواء أمنية، فلا يموت الديب ولا يفنى الغنم..
على بعض الخطوط الداخلية تم تشغيل باصات للنقل الداخلي تمشي مشي سلحفاة، وحتى تصل إلى مبتغاك قد تصاب بجلطة، الصعود والنزول من الباب الأمامي والدفع عند الوصول، والسائق يعمل كل شيء دون مساعد..
الخطوط التي لم تسعف بباصات نقل داخلي يضطر المواطن للسير السريع أو الركض إذا كان بصحة جيدة ويحب الهرولة، وأنا أكيدة أنه يصل قبل الباص إلى محطته وبذلك يوفر أجرة الباص..
أما أصحاب سيارات الأجرة فتأخذك بهم الشفقة من مشهد متكرر، ينتظرون رفة جفنك أو حركة يدك وأنت تمرّ بهم وتقف بجانبهم وهم يصطفون رتلاّ بانتظار راكب مضطر, لكنك تنتظر السرفيس وتأبى دعوتهم المبطنة، لأنك لو حسبتها جيداً لن تركب ولن تجامل فأنت موظف.. يا حرام.
سعاد سليمان