الوحدة: 1- 9- 2022
مابين فصل وآخر ..
تتعرى الأشجار ..والوجوه ..
يصير للبحر لون الحنين ..وللكتب القديمة رائحة الحبق ، والزوفا البرية ..وخبز التنور ..
تشتاق إلى أزقة حارتك القديمة ..وأحاديث الجيران ..وشرفة منزلك الريفي المطل على المدى ..والزرقة اللامتناهية ..
مابين فصل وآخر ..
تتفقد قسمات وجهك .. وتجاعيده التي أصبحت صديقة وفية ..وتهمس لقهوة الصباح مواسياً وحدتك ..
سلاماً حين تنقلب الموازين ،وتغدو الأشياء والمفاهيم غريبة وبمسميات أخرى لاتشبه زمانك العصي على الشيب ..
سلاماً حين يصير السلام حلماً في صباحات الفوضى والتعب ..
مابين فصل وآخر ..
ترتب بعضك المتبقي ..
تبحث عن إجابات شافية لوجع الروح ..
تتذكر غرفة صفك القديمة في قريتك الدافئة في كل فصولها ..
تعيد ترتيل أسماء رفاق الصف .. ووجوه معلميك ..ووصاياهم الجميلة ..
” من غشنا فليس منا “.. لتجد نفسك من جديد غريباً على أبواب زمن لايشبهك ..
مابين فصل وآخر ..
تنسكب منك الحياة كقارورة عطر ..
لتتركك ظلاً يسعى !
منى كامل الأطرش