الوحدة 1-9-2022
الكثيرون من ضيوف الصيف يضعون في حسبان زيارتهم واصطيافهم جملة من البرامج التي تروي نفوسهم وتلبّي مشاعرهم، ساعات قليلة وينتهي تعطّشهم لمياه البحر المالحة، ومكوثهم بين الجدران لا يلبّي طموح سفرهم وبحثهم عمّا هو جميل في ساحل يقدّم وجبات جاهزة لإنعاش النفوس .. ولكي يكتمل رونق الصيف ولياليه الجميلة، لا بُد أن تتكحّل عيون الوافدين بما هو جميل على طُرقات طويلة بين غابات وقرى، بيوتها تحاكي واقع يُنعش الأرواح ويقدّم عبق الحاضر على أطباق الجمال، ممزوجاً بتاريخ يكتنز حكايات تَروي غابر الأيام لأهل قاوموا ظلم الحياة بإمكانيات متواضعة، أدواتهم البسيطة حاضرة بين جنبات متحف يخلّد ماضٍ عنيد، مقتنيات عتيقة تختزن خلف ألوانها قِصص وروايات لا يعرفها الكثيرون. وفي عين البيضا، حيث الهواء العليل تستريح النفوس عند متحف ذهبي استحضر أدواته التاريخية بطلاً يجيد فنّ البحث والتقصّي هو السيد برهان حيدر الذي سخّر إمكانياته لاستحضار ما هو نفيس ليقدّمه بكل جدارة وإتقان عبر حجارة ومعادن وأدوات ريفية هي أوابد وكنوز، هو فاكهة هذه المنطقة السياحية . السيد برهان حيدر، قال للوحدة : العولمة التي تعمل على طمس ثقافات الشعوب كان ردّنا عليها من خلال التمسّك بتراثنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن أجداد كافحوا وناضلوا ضد مختلف أنواع الاستعمار، وهذا المتحف الشعبي متاح للجميع وفي جميع الأوقات، يبيّن للقاصي والداني تمسّكنا بهويتنا التراثية، ووجوده داخل المؤسسة الثقافية المتمثّلة بالمركز الثقافي يقدّم برهاناً ودليلاً آخر على تلاحم ثقافتنا مع التراث العريق، فكان السيد أيمن ياسين مدير المركز الثقافي من أوائل المشجعين لإقامة هذه الظاهرة الفريدة مقدّماً كافة أشكال الدعم وأهمها تسهيل وجود هذا المتحف داخل المركز، حيث تم افتتاحه بعد اكتمال عناصره من قِبل وزارة الثقافة. فهل تكون ظاهرة متحف السيد برهان حيدر في عين البيضا فاتحة متاحف أخرى تصدح بأدوات الصدق العريقة، فجغرافية بلادنا تكتنز جميع المقومات التي تضعنا على الطريق السليم في صناعة السياحة الراقية والجذب السياحي .. فمن الضروري العمل على تطويرها وتعميم تجاربها على كامل الخارطة السياحية لتكون فاكهة الجمال الحقيقي ضمن ساحل يزخر بالجمال وروعة المكان.
سليمان حسين