قراءة في كتاب.. “القصة في مجلات الأطفال “

الوحدة : 31-8-2022

هل تؤدي القصص المنشورة في مجلات الأطفال دورها في التنشئة الاجتماعية والثقافية للطفل؟ سؤال جوهري يطرح للبحث والتداول في كثير من الدراسات والجلسات الحوارية المختصة بمناقشة الجوانب المتعددة والمتداخلة عند الكتابة للطفل ومدى أهمية الدور الذي يلعبه أدب الأطفال وخاصة القصة في تنشئة سليمة ومتوازنة اجتماعياً وتربوياً وثقافياً لأطفالنا.

وهذا ما أوردته الباحثة د. أمل دكاك في كتابها ” القصة في مجلات الأطفال”، وهو عبارة عن دراسة معمقة ناقشت فيها العوامل الأساسية لنجاح هذا النوع من الأدب الموجه للأطفال وماهية صفاته الموضوعية ليكون بحق أحد الروافد الفاعلة في عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية للطفل. في البداية، رأت الباحثة أن القصص المنشورة في مجلات الأطفال تعد واحدة من الأساليب الفعّالة في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي تعمل على إكساب الطفل القارئ مجموعة من القيم والاتجاهات والأفكار واللغة وعناصر الثقافة والمعرفة التي تسهم في تكوينه على نحو يختلف تماماً عن الطفل غير القارئ.

وأكدت د. أمل دكاك أن القصة تحتل مكانة متميزة عند الطفل تفوق الأنواع الأدبية الأخرى، وركزت في بحثها على القصص القصيرة المنشورة في مجلات الأطفال المتداولة المحلية والعربية. وفي ضوء هذا، اختارت الكاتبة مشكلة البحث “دور القصة في تنشئة الأطفال اجتماعياً.

على اعتبار أن الدراسات التي تناولت هذه الإشكالية لم تول اهتماماً بالمجلات وما تحمله من رسائل ثقافية وتربوية موجهة باستمرار إلى الطفل، وهي بالتالي أكثر تأثيراً في بناء شخصيته وتنشئته الاجتماعية ورفده بالزاد الثقافي.

ومن هنا كان اختيار البحث الذي يأخذ أهميته من ناحيتين: الأولى أنه يحاول سد النقص من خلال معرفة الدور الفعلي للقصص المنشورة في مجلات الأطفال في عملية التنشئة.

والثانية محاولة لتلمس الطريق الصحيح من أجل تنشئة سليمة للأطفال. كما تناول الكتاب موضوع أهمية القصة في تنشئة الأطفال، وكان هدفه البحث في معرفة العناصر الأساسية لمضمون القصص المنشورة في مجلات الأطفال الموفّرة في سورية، وواقع الدور الذي تقوم به في تنشئة الطفل اجتماعياً، ومدى انسجام ما ينشر من قصص مع أهداف تنشئة الأطفال في محاولة لتكوين وعي علمي للدور الكبير والمهم للقصة في عملية التنشئة التي تعد من أهم القضايا التي يتناولها علماء النفس والاجتماع بالدراسة والتحليل، نظراً إلى أهميتها في عملية التطور بمختلف أشكاله.

وانتقلت د. امل دكاك إلى التأكيد على المكانة المتميزة للقصة عند الطفل، فلقد بيّن علماء النفس والتربية أن الكثير من أهداف تنشئة الطفل يمكن أن تتحقق بوساطة القصة نظراً إلى إقبال الطفل على قراءتها، وتأتي أهميتها من الواقع الذي يعيشه الطفل وتنطلق من خبراته إلى عالم أكثر غنى واتساعاً، مع التعرض إلى خصائص الأطفال وميولهم القرائية في مرحلة الطفولة المتأخرة من سن (٩ – ١٢) سنة، وما هي العوامل التي تجعل القصص مناسبة لهم .

وقد اعتمدت الكاتبة تصنيفاً جديداً للقصص يستند إلى معيار الموضوع، لأن موضوع القصة يثير اهتمام الطفل، وتم بموجب هذا المعيار تصنيف القصص إلى: اجتماعية، وطنية وقومية، تاريخية، معرفية علمية، إنسانية، قصص خيال علمي … وأوردت د. أمل دكاك في كتابها الملامح العامة للقصص المنشورة في مجلات الأطفال المحلية والعربية، فقد تم التمييز بين القصص المكتوبة والمصورة، وبين القصص المترجمة والمؤلفة، وبحسب جنس الكاتب.

وأكدت في دراستها على وجود فروق بين شخصية الأطفال القراء وشخصية الأطفال غير القراء، وأيضاً ارتباط الظروف الأسرية بقراءة الأطفال للقصص، والعوامل التي تحد من قراءة الأطفال للقصص، مبينة أثر القراءة في التنشئة الاجتماعية للطفل.

الجدير بالذكر أن الدكتورة أمل دكاك. باحثة وأديبة سورية. من مواليد دمشق، حاصلة على الإجازة في الآداب – قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية، والدكتوراه في علم الاجتماع بمرتبة امتياز، نالت ثلاث جوائز ذهبية وغيرها، إلى جانب دراسات ومشاركات في برامج الطفولة في تونس والقاهرة، ولديها أبحاث ودراسات متنوعة.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار