الوحدة: 30- 8- 2022
عندما تهيمن الرومانسية الجارفة على حياة عاشقين، فإن قدرة العقل لديهما على الحكم على المستقبل ستكون محدودة ولهذا يقال: إن فترة الخطبة تحمل الكثير من الرسائل التي تبين ما إذا كانت العلاقة قادرة على الاستمرار أم لا، غير أن تلك الرسائل لا تجد من يستطيع قراءتها، لا من جهة الرجل ولا من جهة المرأة في الخطبة، نحن نفسر كل محاولات التودد والعبارات المعسولة على أنها وعود ستتحقق. إن تلك الإشارات تبدو للطرفين، وكأنها عقود وفاء موقعة بالصمت ونحن نتوقع أن تكون تلك العقود دائمة التنفيذ وأن سلوكيات الطرف الآخر لن تتغير إلا بشكل عرضي، وسرعان ماستعود إلى رومانسيتها القديمة، ولأننا نتوقع هذه الأمور، فإن وعود وتوقعات فترة الخطبة سرعان ما تتحول إلى خدع كبرى. وسيكتشف الطرفان أنهما بالغا كثيراً في توقعات الحب والوفاء والهناء، فقد حطت طائرة العلاقة من فضاء رومانسي جميل ورحب إلى أرض الواقع الوعرة والمملوءة بالمطبات والحفر.
وعند ارتطام مركبة الحب بأول حفرة فإنها ستضطرب بمن فيها.
وقد تبين أن التوقعات المفرطة خلال فترة الخطبة تأتي في مرتبة متقدمة ضمن قائمة الأسباب التي تؤدي إلى الخذلان فالطلاق .
وتبين أن الرجال والنساء يميلون إلى تقمص بعض السلوكيات المصطنعة خلال تلك الفترة ويميل كل طرف إلى القيام ببعض التصرفات التي تروق للآخر، وكأنه يريد أن يرضيه ويفوز بإسعاده لكن ما يحصل هو أن تلك السلوكيات تصبح جزءاً لا يتجزأ من العقد الصامت المبرم بين الطرفين، بحيث أن التراجع عنها في المستقبل سيتم تفسيره من الآخر على أنه ارتداد عاطفي، وسيقول ذلك الآخر: لقد كان يفعل كذا والآن هو يتصرف على نحو مغاير إذاً هو لم يعد يحبني، وتبين أن الزيجات الأكثر نجاحاً هي تلك التي تمكن فيها الطرفان من تحييد عواطفهما بعض الشيء لمناقشة كل المشاكل والخلافات وحلها.
لمي معروف