الوحدة : 24-8-2022
أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة تراثية حوارية قدمها السيد ميلاد حسن مدير المركز مع مختصين ومهتمين بالتراث الساحلي. بدأ المحاضر حديثه بتعريف التراث وكيفية إحيائه والحفاظ عليه ذاكراً أهم مكونات التراث الشعبي في سورية، ثم انتقل للحديث عن الأعراس الشعبية في الساحل السوري موضحاً كيفية تحضير العروس ووضع الحنة، وتحضير العريس، وركوب العروس على الفرس وتجهيز البيدر أي مكان الحفل. وبالنسبة لهدية العروس المالية، أشارت السيدة منيرة زهيرة من النساء المعمرات في القرية وملمة بالتراث أنه بعدما تنتهي العروس من ارتداء ثياب الفرح تتم دعوة والدها ووالدتها وإخوتها وأخواتها وأعمامها وأخوالها أو من يرغب من أقاربها لتقديم النقود لها، وهذا يقال له نقطة العروس، أما والد العروس فيجب أن يدفع لابنته وينقطها بمبلغ يساوي مقدار المهر الذي قبضه، وهو يتراوح ما بين ليرة وثلاث ليرات.
أما والدتها فتنقطها بليرة ذهبية واحدة، وأما الإخوة والأخوات إذا كانوا لا يزالوا ضمن العائلة،فإن نقطة الوالد يشملهم. أما إذا كانوا قد تزوجوا فكل واحد منهم ينقط عن نفسه،وما تبقى من المهر الذي يقبضه والد العروس من المهر فسوف يزوج به ابنه، أي سوف يدفعه مهراً لعروس ابنه، والعروس تكون راضية بأن يتزوج شقيقها بمهرها لأنها تحبه أكثر من أي شخص آخر. فهو الذي يشد إزرها في الملمات وترفع رأسها مفتخرة به،وتتمناه أن يكون في الذروة من العز والكرام. وأضاف : النقوط الذي يقدم للعروس من أهلها وأقاربها، وكذلك الحلي الذهبية التي تقدم لها من العريس ومن أهلها تعد ملكاً خاصاً لها.، فليس لزوجها أن يأخذ منها، وأن يتصرف به أو يستقرضه منها دون رضاها ولذلك فإن لها الحرية في التصرف بملكها فتودعه مع والدها أو مع والدتها، وإما أن تضعه في صندوقها الخاص بها أو أن تشتري به أرضا أو ملكاً ما. أما طقوس العرس فيمتد إلى خمسة أيام، وكانت الردة أي عودة العروس إلى بيت أهلها في اليوم الثاني من العرس. وختم السيد حسن محاضرته بالحديث عن أهمية التراث الشعبي كونه يعبر عن الانتماء والأصالة والمواطنة والحضارة التي طالما تميزت بها سورية عبر العصور.
معينة أحمد جرعة