الوحدة: 23- 8- 2022
ضمن الاحتفالية الثقافية لجمعية العاديات في اللاذقية بالذكرى السنوية الرابعة لرحيل الأديب والروائي حنا مينة، أقامت جمعية العاديات – فرع اللاذقية – مهرجان القصة القصيرة الذي تميز في مضامين القصص المشاركة والسرد والإلقاء.
بحيث تواشجت القصص الملقاة مع خيال الحضور المنصت والمتفاعل مع الكلمة الملقاة، أدارت المهرجان أ.رحاب جعبري.
الوحدة حضرت الفعالية ومن القصص المشاركة كانت المقتطفات الآتية، والبداية مع المشاركة اعتدال حسن من قصتها) يوم القيامة)، نقرأ في صباح يوم الأربعاء 29/ آذار/2017/.
قامت قوات التحالف الأمريكية بقصف غرف التحكم الكهرومائية في سد الفرات في هذا اليوم المشؤوم استيقظت على أصوات بكاء وصراخ وعويل، فمآذن الجوامع ومكبرات سيارات داعش /القافلة الدعوية/ كما يسمونها الدواعش تنادي وتقول: انفروا.. انفروا إلى الجبال.
ومن قصتها حذاء بلا سندريلا قالت: ماسأرويه قصة حدثت، وليس حكاية من الخيال، يتألم البعض من قراءة بعض العبارات فكيف يكون حال من يكتبها ؟! وهي لم تغب عن بالي يوماً.
المشارك بسام جبلاوي، من قصته التي حملت عنوان (الرعشة) الأسطر الآتية: ثم اقتحم الغرفة ثلاثة رجال بثيابهم السوداء الحالكة، ارتعشت فاطمة الأجراس النحاسية تتدلى من رقابهم فتعكس ألقاً أصفر غريباً فوق صدورهم الضخمة، مناكبهم العريضة تكاد أن تلامس دفتي الباب، استقر في خصر كل منهم خنجر لامع، قرونهم السوداء الطويلة، تحاول ملامسة سقف الغرفة.
كما قرأ جبلاوي خاطرة بعنوان (اللجنة) مطلعها: اجتاحني ألم شديد وكأنه سكاكين حجرية من الصوان, أو قرون ثور هائج في أحد حلبات مصارعة الثيران تغرز بعمق في أنحاء جسدي ,ومن غير إرادة صرخت عدة صرخات محملة بالآهات مزقت سكون الليل البهيم .
المشارك رباح سليمان، من قصتة (عباد الشمس) مايلي: كان الأشد غرابة بين الجميع،الأشد إثارة للدهشة، تعددت أسماؤه بيننا، لكن الأصفر كان مشتركاً فيها كلها لحرصه على اللون الأصفر في كل ما يرتديه من الحذاء حتى القميص، وفي أية حال فهو نادراً ما كان يبدل ملابسه.
كما قرأ رباح خاطرة مطلعها: أنا سمكة مندرين عانس، وأكره البحر في صباي تودد لي الكثير من الحيتان وذكور القرش، لكنني رفضت الجميع لا لأنني مغرورة بل لأنني أحببت صياداً.
المشاركة رولا سلوم: من قصتها (الرؤى)، المقطع الآتي: الرياح عاتية تبتلع القوي والضعيف، والبومة الشؤمى تنظر إلي بشرر, وأنا لا أريد الالتفات لا أريد رؤيتها, لكن التفاتة أورفيوس كانت أقوى.
الجسرالممتد من عالم الظلام إلى عالم النور طويل صعب, وأنا لا أريد عبوره، لكن صوت الحياة أعظم نفاذاً من صدى الموت – أبي هل سيجتاز الجسر؟
البومة لا زالت ترمقني بعينيها الواسعتين، والقمر لا زال يتوارى خلف الغيوم السوداء الداكنة.
المشاركة صديقة علي من قصتها ماذا لو كانت أمي، تنهمر الرسائل اللجوجة في هاتفي, والحافلة لم تغادر المحطة بعد.
نسأل أمي فيها / أين وصلت؟ الأكل سيبرد. انتبه لنفسك، يقولون الطريق من دمشق.. انتبه لنفسك؟ بالتوقيت أمي كعادتها تضبطه وفق مشاعرها- أخيراً: سوف تفرح قلب الوالدة برؤيتك، طالت غيبتك هذه المرة . قال السائق – ياعم أنت أدرى.. السفر والإجازات شبه مستحيلة في هذه الحرب.
المشاركة ندى الدانا ، سردت قصة بعنوان: التنين نختار منها الأسطر القادمة، فتحت باب غرفتي المطل على الشرفة، كان البرق يضيء الشارع، والرعد يهدر, والمطر ينهمر بغزارة إنها عاصفة إنها تنين.. يسمون العاصفة الجبارة تنيناً, لماذا؟ أعرف أن التنين كائن أسطوري مرعب يرتبط اسمه دائماً بالصين, ويذكرونه في الحكايات الشعبية والأساطير وحكايات الأطفال, فماذا يفعل هذا التنين البحري بنا؟
كما شارك في الظهرية “عازار الريم” و”مهى قباني”.
وختمت أ. رحاب جعبري المهرجان بقولها: المعارك أنواع, وأغلاها المعركة على جبهة الثقافة التي نحن جنودها، من مزق الأكباد نشعل نيرانها، ثم لا نكف وفي الرمق بقية ولا ننثني، وفي النفس قدرة على الحياة.
رفيدة يونس أحمد