الوحدة 23-8-2022
تعد الحالات المرضية التي تعاني من انسداد مجرى الدمع من أهم الحالات التي لابد الحديث عنها لكثرتها ولكونها أصبحت شائعة، وكان لابد من التحري عنها لمعرفة أسباب انسداد مجرى الدمع لديها مع كيفية العلاج، وهذا ما أوضحه لنا الطبيب المختص بالأمراض العينية وجراحتها لدى مشفى تشرين الجامعي ضمن محافظة اللاذقية الدكتور محمد غسان خضور إذ كشف قائلاً:
يتألف جهاز تصريف الدمع من نقطتين دمعيتين على الجفن العلوي والسفلي وقناتين دمعيتين (علوية وسفلية) حيث تصبان على قناة جامعة للدمع باتجاه كيس الدمع بالقرب من زاوية العين ليتم تصريف الدمع لاحقاً عبر الصمام. كما أوضح د. خضور الأسباب المختلفة لانسداد مجرى الدمع لافتاً إلى السبب الأكبر عند حديثي الولادة هو عدم انفتاح الصمام الواصل بين كيس الدمع وبين الأنف، مشيراً أنه في مثل هذه الحالات يشكو الطفل من دماع زائدة وهجمات متكررة من الالتهابات والمفرزات المخاطية في الملتحمة.
أما بالنسبة لكبار السن فالأسباب متنوعة تتراوح بين انسداد النقاط الدمعية وابتعادها عن سطح الأنف بسبب الترهلات التي تحصل للأجفان مع التقدم بالعمر وقد تكون الأسباب تضيقات أو ندبات أو انسدادات بالقنوات الدمعية وتكييس الدمع وهذا ما ينتج عنه دماع عفوية والتهابات ومفرزات مخاطية أو انتفاخات حمراء في زاوية العين قرب الأنف.
وحول كيفية الكشف الطبي للتأكد من انسداد مجرى الدمع بيّن د. خضور مفصلاً: يتم الفحص من خلال ما يسمى المصباح الشقّي للتأكد من سلامة النقاط الدمعية وقربها من سطح المقلة، أما بالنسبة لفحص القنوات الدمعية وكيس الدمع فقد يتم اللجوء لمجموعة من الاختبارات التشخيصية بداية منها سير مجرى الدمع للتأكد من مسير الدمع بالنقاط الدمعية ووصوله للأنف والبلعوم، كما أنه في بعض الحالات يتم اللجوء للتصوير الظليلي عند الشك بوجود تضيقات أو تكلسات سببت الانسداد.
وحول علاج انسداد مجرى الدمع قال د.خضور:
أنه مرتبط بالأسباب، ولعلاجه لابد أولاً من معرفة السبب الذي أدى لانسداده، فلدى حديثي الولادة قد يكون السبب انقلاب الصمام الواصل بين كيس الدمع والأنف وهنا قد يحدث انفتاح عفوي للصمام خلال أول ستة أشهر من حياة الطفل، لذا يتم هنا تمسيد كيس الدمع عبر الجلد مع استخدام قطرات المضادات الحيوية لحماية الطفل من الالتهابات لحين حدوث الانفتاح العفوي للصمام،
أما بالنسبة لكبار السن، فتختلف أساليب العلاج حسب الحالة بدءاً من فتح النقاط الدمعية في حال انسدادها مروراً بسبر مجرى الدمع وصولاً إلى الجراحة عند فشل جميع محاولات فتح الصمام هذا. وأضاف د. محمد:
بالنسبة لهذا النوع من العمليات الجراحية فهي شائعة، كما أنها ليست من العمليات الصعبة، حيث يتم العمل على وصل الكيس الدمعي بمجرى الأنف من خلال تركيب أنبوب سيلكوني يتم إزالته بعد فترة لضمان انفتاح الأقنية الدمعية.
وختاماً أنهى د.خضور حديثه بعبارات إرشادية صحية موجهة لجميع من تظهر لديهم الأعراض المرضية العينية قائلاً: تعد العين من أهم أعضاء الجسم النبيلة ويجب عدم إهمال أي شكوى مهما كانت صغيرة، كما ينبغي مراجعة طبيب العيون مباشرة عند ملاحظة الأم وجود دمع زائد لدى طفلها أو في حال تكرار التهابات الملتحمة وغزارة المفرزات المخاطية وهذه النصيحة موجهة أيضاً للبالغين في حال ظهور أحد هذه الأعراض لديهم ليتم فحص الحالة وتقييمها ومعالجتها لاحقاً من قبل الطبيب المختص.
جراح عدره