المرأة و الرجل … بين الاختلاف والخلاف

الوحدة:22-8-2022

الاختلاف نقاب وهمي يحجب عن الأعين اتحاد كينونتين في وجود واحد، والحياة لا تخلو من المشاكل والاختلاف في وجهات النظر، والنظرة للأمور والاختلاف في الرأي، إضافة إلى الفروق والاختلافات النفسية والصفات البيولوجية بين المرأة والرجل التي تؤثر بشكل فاعل في توليد المشاكل ونشوء الخلافات، وهناك اختلافات في التكوين البيولوجي تطال جميع أعضاء وخلايا كل من الجنسين بما فيها الدماغ والكتلة العضلية والأجهزة التناسلية والهيكل الخارجي، كما أن الخلفيات الثقافية والاجتماعية والأثنية أمر طبيعي وحالة صحية وصحيحة بين البشر، وليست من مسببات الخلاف. الخلاف هو نتيجة حتمية للفروقات العميقة في تكوين سيكولوجية كل من الجنسين في التفكير وطريقة النظر والتعامل مع المحيط والغير، وردود الأفعال واختلاف التعبيرعن الحاجات والاستجابة لما يحدث في المحيط الخارجي التي تشمل مجتمع الفرد المباشر، الآخر، الأسرة .. الأقارب.. الأصدقاء .. وغير المباشر كالعالم الخارجي والبعيد، والداخلية المرتبطة بشخصية الفرد وأحاسيسه وعواطفه، وتنشأ الخلافات بعد إقامة علاقة بين الجنسين، وخصوصاً علاقات الزواج والأسرة والأولاد، وتلبية احتياجات الآخر والعلاقات داخل العمل وحين ظهور ضغوطات مفاجئة، وتختلف مسببات المشاكل والخلافات باختلاف البيئة والعوامل المولدة لها ويظهر الخلاف للعلن عند معالجة المشاكل المسببة له، وقد يستخدم الطرفان الكلمات ذاتها، وقد يتحول إلى صراع، والأخطر حين يتصاعد إلى حد العنف الحقيقي رغبة في الفوز على الآخر، وحشره في الزاوية الضيقة، وفي العلاقة الزوجية، فإنه عندما يغيب الحب يعيش الطرفان علاقة عدائية تنعكس إلى عزلة و اضطرابات تصدع كيانهم وأسرتهم وتصبح الحياة معها جحيما لا يطاق. اختلاف الرأي لا يفسد قضية للود. للاختلاف لذة مشابهة للاتفاق لها وقع جميل في النفس، وحتى التقارب الشديد يولد المصادمات والمشاحنات، والانسجام الدائم لا يعني خلو الحياة بين المرأة والرجل أو الزوجين من الخلافات في وجهات النظر، والتعارض في بعض الأمور. وكثيراً ما يكون الخلاف بينهما عاملاً يجذبهما لبعضهما ومؤشراً على نجاح علاقتهما. هناك فروق سيكولوجية بين الرجل والمرأة لابد من التعريف بها، ووضع الحلول للتعامل معها من خلال احترام كل منهما لسلوك الآخر، ومشاعره والابتعاد عن الشك وإساءة الظن بالآخر، والارتياب من تصرفاته ومراقبته الدائمة والرغبة في معرفة أدق تفاصيل حياته ما يؤدي إلى انعدام الثقة وولادة مشاكل جديدة، فالرجل لايفرق بين العاطفة والتعاطف، ولايفهم طبيعة المرأة وكيفية التعامل معها، والاهتمام الزائد به قد يأتي بنتائج عكسية، واستخدام العاطفة مستبعد لدى الرجل في تعاملاته ونتائجها بالنسبة إليه غير مضمونة، ولا يرغب بأخذ النصيحة من الغير إذا لم يقم هو بطلبها، بينما الشعور بأهميته لدى المرأة، وطلب دعمها المستمر منه يعزز من نفسيته ويشعره بالراحة والاستقرار. الحياة مدرسة مفتوحة، وعلينا فهم وتفهم الفروقات بين الجنسين لبناء أفراد وأسر، ومجتمعات صحيحة سليمة خالية من الصراعات والخلافات، ويجب أن نتعلم من دروسها واكتشاف مافي أعماق الطرف الآخر، وتقوية أواصر الألفة والمحبة والجدية في طرح ومتابعة الخلافات والإشكالات ووضعها في العلن وتحويلها من التعقيد إلى التجزئة، والتبسيط وليس التعتيم عليها، ووضعها على الرف لتجنب الدخول في متاهة تصعيد الخلافات.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار