الوحدة: 21-8-2022
هناك أكثر من مثل شعبي معروف يشير إلى اختلاف تعامل الرجل مع زوجته في البيت وخارجه، وبخاصة ذلك الذي يتميز بلطفه الزائد في تعامله مع زوجته في البيت، ولكنه يتصرف بطريقة مختلفة تماماً خارج البيت، محاولاً الظهور أمام الآخرين بأنه الرجل الذي يقود دفة البيت من دون أن يترك لزوجته أي دور !
ولكن لماذا تكترث الزوجة لآراء الناس طالما أن زوجها يخصها بمعاملة حسنة ؟!
بالنسبة إلى المرأة، فإن الأمر يبدو أبعد من ذلك، فلا شك أن النساء جميعاً يتمنين على أزواجهن أن يظهروا محبتهم واحترامهم لهن أمام جميع الناس.
هذه الازدواجية في سلوكيات العلاقة الزوحية تؤثر كثيراً في حياة كلا الطرفين فتدفع الاثنين إلى الشعور بالغضب باستمرار، من دون أن يجد أحدهما سبباً لتصرف الآخر بالطريقة التي يتصرف بها.
تتحدث إحدى النساء عن تجربتها، وتقول أن تصرفات زوجها خارج المنزل تكاد تدفعها إلى الجنون، وتضيف صرت أكره الخروج معه إلى أي مكان عام! فهو ينفق كل وقته في الصراخ بوجهي، وتأنيبي أمام الناس متجاهلاً كرامتي !
وبأن علاقتنا ومشكلاتنا يجب ألا يطلع عليها أحد وتمر فترات طويلة،وهو يتصرف بهذا السلوك الخشن، ولكنني أعود وأسامحه لأنه يظهر لي العكس حين نعود إلى المنزل، حيث أرى كل الحب والحنان واللطف، وأتساءل أين كانت كل هذه المشاعر الجميلة قبل ساعات قليلة؟.
وزوجة أخرى تلوم زوجها كثيراً لتأنيبها أمام الناس وبخاصة في حضور ذويه وتقول: كلما حضرنا إلى منزل والدته يؤنبني أمامها بلا أي سبب، ولكنه في المنزل أكثر إنسان رقة على وجه الأرض، لكن هذا الأمر لاينفي وجود أزواج يتصرفون بطريقة معاكسة، فيبرزون كل الحب والاحترام لزوجاتهم خارج المنزل ، وفي البيت يتصرفون بمنتهى القسوة ما قد يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق.
* الزوجة مدانة أيضاً
الزوجة في بعض الأحيان تتصرف بالمثل، فتقوم بمجاملة زوجها للظهور أمام الناس بمظهر الزوجين السعيدين، فيما تكون العلاقة بينهما داخل المنزل عكس ما هي عليه في الظاهر.
– علاح هذة المشكلة الشائعة والعامة
تكمن المشكلة في أن أي شخصين حين يتزوجان يقتحم كل منهما حياة الآخر بشخصيته الخاصة، ومع مرور الأيام قد يصلان بطريقة معينة للتفاهم بينهما كي تكون العلاقة ناجحة.
فالإنسان عادة يتصرف بطرق تختلف باختلاف الأشخاص الذين يتعامل معهم، ويشمل ذلك العلاقة الزوجية أيضاً ولكن قد يكون الوضع شاذاً في كثير من الأحيان ،حيث يكون الزوج ليناً جداً خارج المنزل،ولكنه يتصرف بقسوة شديدة مع زوجته وأولاده،وهذا يعود إلى اعتقاد خاص لدى الرجل عن مفهوم التربية في المنزل وهذه الحالات قد نصادفها لدى المرأة أيضاً.
أما الحل فلا يكون إلا عن طريق علاج أسري يقوم على التواصل والتفاهم بين الزوجين، والتوصل إلى صيغة مشتركة لتفادي المشكلات يوافق عليها الاثنان معاً، ولكن لو نبعت المشكلة لدى شخص واحد ( أي الحالات الشاذة )، فهذا يحتاج إلى علاج نفسي.
لمي معروف