الوحدة : 18-8-2022
إن لم تكن بمزاج جيد، فعكّر مزاج الآخرين، مقولةٌ سيئة يدور أغلبنا في فلكها على أساس أنّ واقع الحال هكذا!
وهنا أورد أقلّها حدّة:
– طالبتان خرجتا من الامتحان، وهما تخطئان بعضهما على الرغم من وجود الكتاب بين أيديهما، فتخاصمتا بشدّة، ثمّ ابتعدت كلّ منهما عن الأخرى نحو جهةٍ مغايرةٍ، فاختلاف المزاج كان قاسياً!
– شابٌ اضطرّه مزاجه السيئ المفاجئ تجاه محبوبته، على إظهار خصوصيّتها عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، وحين تعدّل مزاجه، اعترف أنّ الصورة مركّبة.
– فسخ صديقي عقد قرانه، لتباينٍ بوجهات النظر مع شريكته فمساؤه عندها صباحٌ، وصباحه عندها مساءٌ، وما من لحظةٍ هانئةٍ بين الشروق والغروب. كأنّ الوقت يسقط ويتلاشى؟!
بعد مدةٍ جاءني يعترف بخطئه، فقد كان حينها يعاني اشتعال مزاجه الذي أحرق عشّ الزوجية، ويتمنّى لو يعود الزمن (لروزنامته).
– لبّيت رغبة أحد معارفي لحضور مباراةٍ كروية بين فريقين متنافسين، ولأنّ جلوسي الهادئ قد جلب لي انتقاداتٍ محرجةٍ، فاجتهدت بإبداء الحماس الظاهر من باب المجاملة، لأجد نفسي خارج الملعب بسبب عاصفة استهجان من المنصة المجاورة، والتي يشغلها أنصار الفريق الآخر، فأنا متّهم بتحدي أمزجتهم.
– لم أجد مزاجاً صعباً كمثل مراهقٍ أطلق لحيته اعتماداً على جغرافية حلاّقٍ عصريِّ، فصاحب تلك اللحية الخارطيّة يشعر بأبواب الأفق وقد انفتحت له، فتتبعثر التفاصيل مثل حكاية لا نهاية لها، موحياً أنّ لحيته هي سنابل وجهه!!
– حفيدتي التي زارها المرض – اختلف الأطباء في تشخيصهم – ولم تنفع معهم أجهزة الكشف المتطورة جداً، بل زادت من تناقضاتهم فمنهم من نصح بالعلاج الدوائي، ومنهم من أشار لعملٍ جراحي!
في المحصلة: تفاوتت المعالجة من طبيب لآخر، والجراحة تعددت وتمدّدت بين الجرّاحين، حتّى شعرت وأنّني أسير على سلالم الماء، ولسان حالي يقول لجميع أصحاب الأمزجة: عكّروا كيفما شئتم، فأنا بلا مزاج.
سمير عوض