الوحدة 15-8-2022
شمل التعليم باهتمامه كل أفراد المجتمع، بغض النظر عن مستوياتهم العقلية وقدراتهم الاستيعابية، على اعتبار أنّ لجميع الأفراد – ولذوي الإعاقة أيضاً – الحق الكامل في التعليم والمشاركة الفاعلة في الحياة؛ إذ لا يجب أن تقف الإعاقة حجر عثرة أمام نجاحهم. ، وبما أنّ الأفراد ذوي الإعاقة يتمتعون بخصائص أقل من أقرانهم، فإنّ تقديم خدمات الدعم والمساعدة لهم يُعد واجباً إنسانياً ومجتمعياً قد يُسهم في جعلهم من الأشخاص القادرين على الانخراط في مجتمعهم، فضلاً عن تعزيز استقلاليتهم، وتمكينهم وذويهم من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية مما ينعكس إيجابياً عليهم وعلى مجتمعنا. هذا ما تصدّت له الباحثة زينا محمد سامي صوفي، في بحث أعدّ لنيل درجة الدكتوراه حمل العنوان التالي: ” واقع الدمج التعليمي ودوره في تنمية المهارات الاجتماعية لدى التلاميذ ذوي (الإعاقة الذهنية، واضطراب التوحد “(دراسة ميدانية على المدارس الدامجة في مدينة اللاذقية بإشراف أ .د. ميرنا دلالة: أستاذة في قسم علم الاجتماع/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية/ جامعة تشرين، أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وقد كان لابدّ لمؤسسات المجتمع كافة من أن تتضافر لتقديم هذا الدعم، ولعلّ المؤسسة التربوية تعد من أهم هذه المؤسسات وأولها. لذلك قامت العديد من البلدان ومن بينها سورية بتلك الإجراءات بغية تحقيق المساواة بين جميع الأطفال، ومساعدة ذوي الإعاقة بأن يكونوا أفراداً قادرين على المساهمة في المجتمع، فعملت على توفير عدد من المدارس المؤهلة لدمج التلاميذ ذوي الإعاقة مع التلاميذ العاديين في جميع محافظاتها في محاولة منها لاستثمار تلك الفئات، وتقديم الدعم اللازم . وأن تتضافر الجهود في مختلف النواحي من صحة وتربية وتعليم وعمل وغيرها. وقد نالت خدمات تعليم الأفراد ذوي الإعاقة في سورية وتأهيلهم اهتماماً كبيراً من قبل الدولة والمجتمع؛ فانطلق مشروع الدمج التعليمي الذي يقوم على أساس إتاحة الفرصة لجميع الأطفال بمن فيهم ذوي الإعاقة للالتحاق بالمدارس العادية بما يضمن لهم حقهم في التعليم والمشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لاحقاً؛ وذلك من خلال تنمية مداركهم ومهاراتهم الاجتماعية، وتحسين مستوياتهم التعليمية عن طريق توفير بيئة تعليمية مناسبة أقرب ما تكون إلى الطبيعية.
ويعد تطوير المهارات الاجتماعية للتلاميذ ذوي الإعاقة أحد الأهداف التي تسعى إليها المدارس الدامجة، ذلك أن رفع مستوى الذكاء الاجتماعي لدى الطفل يجعله مؤهلاً بشكل أكبر لعيش حياةٍ مستقلة ومنتجة . قام البحث الحالي بالإجابة عن جملة من التساؤلات، نستطيع من خلالها التعرّف على واقع الدمج التعليمي، ومدى إسهامه في تحسين المهارات الاجتماعية لدى التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية وذوي اضطراب التوحد في المدارس الدامجة في مدينة اللاذقية؛ وهي: ما هو واقع المدارس الدامجة في مدينة اللاذقية من حيث تقديم خدمات الدمج التعليمي للتلاميذ ذوي الإعاقة؟ وما هو دور الدمج التعليمي في رفع مستوى المهارات الاجتماعية للتلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية، واضطراب التوحد؟ سعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية: التعرف على واقع الدمج التعليمي في المدارس الحكومية،التعرف على مستوى المهارات الاجتماعية لتلاميذ التوحد وذوي الإعاقة الذهنية قبل عملية الدمج التعليمي، وبعدها التعرف على العلاقة بين درجات تلاميذ التوحد وذوي الإعاقة الذهنية وبين واقع الدمج التعليمي، التنبؤ بالمهارات الاجتماعية لتلاميذ التوحد وذوي الإعاقة الذهنية من خلال واقع الدمج التعليمي في المدارس الحكومية الدامجة. تقديم اقتراحات لتحسين فاعلية الدمج في حال أظهرت النتائج الحاجة إلى ذلك.
تألفت لجنة الحكم من الأساتذة الدكاترة: أ.د. ميرنا دلالة، د. ريم كحيلة: أ.د. نبال الجوراني، د. إيفا خرما، د. هناء حرفوش . حصلت الباحثة على درجة 94,6%،وتقدير امتياز.
نور محمد حاتم