الوحدة 15-8-2022
كلنا يعلم الفرق بين الجديد والمبتكر، وبين التقليد والنقل والنسخ، وفي زمن شحت فيه الأفكار والخيال، يجد البعض أن الأسهل هو التقليد وسرقة الأفكار ونهب خيالات الآخرين. إن مشكلة التقليد ظاهرة موجودة في كل الفنون والصحافة والمشاريع وكافة شؤون الحياة، لكنها تصبح مشكلة حين تصبح ظاهرة عامة، إذ تعني فيما تعنيه أزمة في الفن والمجتمع والحضارة.
التقليد ليس مشكلة للمقلد فحسب، ودليلاً على عدم موهبته، وإنما قد يكون أحياناً مشكلة للمبدع والرائد، وخاصة حين يكثر المقلدون ويقل المبدعون.
فالمبدع في هذه الحالة يشعر باللاحوار ، والوحدة واللاتنافس، فالتنافس أحياناً حافز للجديد والتطور، والذي يقلد هو صورة مشوهة للمبدع سواء في الصحافة أو الفن أو التصميم أو في كافة شؤون الإنتاج.
هذا الكلام نحتاج إليه جميعاً في أي مجال كنا في عالمنا العربي، والذي هو أمام تحديات عصرية تحتاج إلى الجهد والخيال والأفكار الجديدة، لاسيما في مجالات التعبير الفنية والإعلامية كافة.
إنه سؤال يعنينا لأننا لا نهجس إلا بالإبداع، ولا يهمنا إلا قطف النجاح المرتبط بالتعب والعمل الدؤوب وعدم الاستسهال، أو ليس نجاح أي ظاهرة هو في مشروعها وفكرتها وريادتها وابتكارها، في خيالها ودقة تنفيذها، في عدم الاستسهال والتقليد، في عدم اعتماد الفردية والذاتية، وفسح المجال لكافة المصممين للتعبير عن أذواقهم وأساليبهم المختلفة بهدف الحوار لما فيه مصلحة الفن والقارئ والإبداع والجمال والخلق، مسؤولية الريادة جعلتنا لا ننغلق على تيار إبداعي معين، ولا أن نتأثر بأي صحافة تقلدنا ، ولا أن ننام على قطاف ، وإنما هاجسنا دائماً عن خيالات الصحفيين ودقة تنفيذهم وحاجات القراء، وذلك لأن القارئ يميز بين الإبداع والتقليد بين الأصل والنسخة، بين الرائد والمقلد، بين النور والظل، بين الضمير المهني ، وبين هاجس الاستهلاك. إن الإخلاص هو الذي يقف وراء النجاة، وهو الذي نعتبره العبء الأجمل علينا.
لمي معروف