الوحدة: 14-8-2022
المقدرة الذهنية مجرد اختصاص لا انتقاص، المرأة التي قدر لها أن تكون ربة البيت الحقيقية بلا منازع، لكونها الأم التي تنجب وتربي وتصبر وتتحمل العبء الأكبر في تربية الأولاد، وتنشئتهم التنشئة الصالحة، يتهمها المجتمع، وغالباً مجتمع الذكور بنقص العقل.
وهنا نتساءل كيف لامرأة ناقصة عقل أن تتولى مهمة تنشئة كل هذه الأجيال التي أفرزت المبدعين، علماء وأدباء وأطباء ومثقفين.. ؟.
وما دور هذه الرؤية، وإذا كان في هذه المقولة شيء من الصحة ،فما الأسباب وما تفسير هذه التهمة وجذورها ودلالاتها؟
هذه المقولة دليل على سطحية التفكير عند بعض الأشخاص، إن المسألة ليست مسألة نقص عقل عند المرأة مقابل زيادة عقل الرجل، بل هي اختلاف في طريقة التفكير بسبب اختلاف البنية الفيزيولوجية لكل منهما، وهذا سينتح بالضرورة اختلافاً بالمشاعر والأفكار والقدرات والإمكانات الجسدية، وليست العقلية. فالمرأة نجحت بامتياز كطبيبة إلا أن الرجل تفوق عليها بالجراحة، وهي تفوقت عليه في مجال التربية والتعليم..
ومن أهم مظاهر اختلاف التفكير بين الطرفين ميل المرأة للاهتمام بالتفصيلات الصغيرة التي قد لاتكون مهمة دوماً بعين الرجل الذي يهتم بالعموميات، إضافة إلى تأثر المرأة عادة بالحالات المزاجية والانفعالية، مما يجعلها أحياناً أقل موضوعية بآرائها، وحكمها على المواقف من الرجل، لأنها تعتمد على إحساسها، بعكس الرجل الذي يعتمد على الوقائع.
وهناك من يرى أن اتهام المرأة بنقص العقل من المفاهيم الشائعة التي تتناولها العامة دون الاستناد إلى حقائق علمية مثبتة، وهو نتيجة للإرث الاجتماعي الذي لا ينصف المرأة فيقول مع أن المرأة في عصرنا الحالي تعلمت وخرجت للعمل وحققت جزءاً من الاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية ، إلا أنها لم تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، بسبب الإرث الثقيل، وهذا نابع من عقلية الرجل الشرقي، الذي يعدها أدنى منه مكانة في الفكر والإنتاج ، مؤكداً بذلك تبعيتها له. كما أن استسلام المرأة أحياناً للعادات والتقاليد التي تقمع انطلاقتها وتحد من إبداعاتها ، واستخدامها لقدراتها العقلية، وفر المناخ الملائم لانتشار هذه المقولة.
لمي معروف